Kitab al-Riddat

al-Waqidi d. 207 AH
57

Kitab al-Riddat

كتاب الردة

Investigator

يحيى الجبوري

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

Publisher Location

بيروت

قَدْ قَامَ بِأَمْرِهِ فِي أُمَّتِهِ، فَوَفِّرُوا عَلَيْهِ صَدَقَاتِكُمْ وَلا تَمْنَعُوهَا، فَإِنَّ مَنْعَهَا يَمْحَقُ الْمَالَ وَيُقَرِّبُ الأَجَلَ، وَخِفُّوا إِلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَفَزَارَةَ، فَإِنَّ الْخَلِيفَةَ قَدْ عَزَمَ عَلَى غَزْوِهِمْ، فَإِنَّهُمْ أَقْيَالُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَشُجْعَانُهُمْ فِي الإِسْلامِ، وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ أَمْسِ، وَالسَّلامُ) . قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ يَقُولُ: (مِنَ الطَّوِيلِ) ١- أَلا إنَّ هَذَا الدِّينَ أَصْبَحَ أَهْلُهُ ... عَلَى مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ بَعْدَ مُحَمَّدِ ٢- وَلا ذَاكَ مِنْ ذُلٍّ وَلا مِنْ مَخَافَةٍ ... عَلَى الدِّينِ وَالدُّنْيَا لإِنْجَازِ مَوْعِدِ ٣- وَلَكِنْ أُصِبْنَا بِالنَّبِيِّ فَلَيْلُنَا ... طَوِيلٌ كَلَيْلِ الأَرْمَدِ الْمُتَلَدِّدِ [١] ٤- وَإِنَّا وَإِنْ جَاشَتْ فَزارَةُ كُلُّهَا ... وَذِبْيَانُ فِي مَوْجٍ مِنَ الْبَحْرِ مُزْبِدِ ٥- وَأَجْرَى لَهُمْ فِيهَا ذُيُولَ غُرُورِهِ ... طُلَيْحَةُ مَأْوَى كُلِّ غَاوٍ وَمُلْحِدِ ٦- نُغَادِرُهُمْ بِالْخَيْلِ حَتَّى نُقِيمَهُمْ ... بِصُمِّ الْعَوَالِي وَالصَّفِيحِ الْمُهَنَّدِ ٧- وَحَتَّى يُقِرُّوا بِالنُّبُوَّةِ أَنَّهَا ... مِنَ اللَّهِ حَقٌّ وَالْكِتَابِ لأَحْمَدِ ٨- وَقَدْ سَرَّنِي مِنْكُمْ مَعَاشِرَ طَيِّءٍ ... حِمَايَةَ هَذَا الدِّينِ مِنْ كُلِّ مُعْتَدِ ٩- وَبَيْعَكُمْ أَمْوَالِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ ... رَجَاءَ الَّذِي يَجْزِي بِهِ اللَّهُ فِي غَدِ ١٠- وَإِعْطَاؤُكُمْ مَا كَانَ مِنْ صَدَقَاتِكُمْ ... بِغَيْرِ جِهَادٍ مِنْ لِسَانٍ وَلا يَدِ قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَى شِعْرُهُ وَثَبَ زَيْدُ الخيل الطائي [٢]، فقال: (يا معشر طيء،

[١] المتلدد: المتبلد المتحير والمتلفت يمينا وشمالا. (القاموس: لدد) . [٢] زيد الخيل الطائي: زيد بن مهلهل بن منهب، من أبطال الجاهلية، لقب بزيد الخيل لكثرة خيله، أو لكثرة طراده بها، كان طويلا جسيما جميلا، وكان شاعرا محسنا وخطيبا لسنا، موصوفا بالكرم، وله مهاجاة مع كعب بن زهير، أدرك الإسلام ووفد على النبي ﵌ سنة تسع للهجرة في وفد طيء فأسلم وسرّ به الرسول وسماه (زيد الخير)، وأقطعه أرضا بنجد، فمكث في المدينة سبعة أيام وأصابته حمى شديدة فخرج عائدا إلى نجد، فنزل على ماء يقال له (فردة) فمات هنا لك سنة ٩ هـ-، وقيل مات في خلافة عمر بن الخطاب. (الأغاني ١٧/ ٢٤٥- ٢٦٩، خزانة الأدب ٢/ ٤٤٨، ذيل المذيل ص ٣٣، ثمار القلوب ص ٧٨،

1 / 64