Kitāb al-ridda
كتاب الردة
Editor
يحيى الجبوري
Publisher
دار الغرب الإسلامي
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Publisher Location
بيروت
٥- لَسْتُمُ فِيهَا بِأَنْكَاسٍ وَلا ... عُزْلا مِثْلَ اللِّئَامِ الْقِرَمَهْ [١]
٦- فَافْلَقُوا بِالْبِيضِ هَامَاتِ الْعِدَى ... فِي الْوَغَى حَتَّى تُلاقَى الْبُهَمَهْ [٢]
قَالَ: وَجَعَلَ كُلُّ رَأْسٍ [٣] مِنْ رُؤَسَاءِ كِنْدَةَ يُحَرِّضُ بَنِي عَمِّهِ عَلَى الْحَرْبِ، وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ لا يُقَصِّرُوا.
قَالَ: وَأَصْبَحَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَقَدْ عَبَّى أَصْحَابَهُ، وَعَبَّى الأَشْعَثُ أَيْضًا أَصْحَابَهُ، وَتَسَرْبَلَ فِي سِلاحِهِ، وَعَلَى رأسه تاج لجده يزيد بن معديكرب، وَتَقَدَّمَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ حَتَّى وَقَفَ قُدَّامَ أَصْحَابِهِ، وَجَالَتِ الْحَرْبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، وَتَنَاشَدُوا أَشْعَارًا لَمْ نَذْكُرْهَا، وَخَرَجَ الأَشْعَثُ لِزِيَادٍ، فَانْهَزَمَ زِيَادٌ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى دَخَلُوا مَدِينَةَ حَضْرَمَوْتَ فَتَحَصَّنُوا بِهَا، وَبَلَغَ ذَلِكَ عِكْرَمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ، فَكَتَبَ إِلَى زِيَادٍ يُعْلِمُهُ الْوَقْتَ الَّذِي يُوَافِيهِ فِيهِ، وَأَنَّهُ يُوَافِيهِ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ: فَفَرِحَ زِيَادٌ وَأَصْحَابُهُ، وَخَرَجَ مِنْ مَدِينَةِ تِرْيَمَ [٤]، وَأَنَّهُ يَشُكُّ بِقُدُومِ عِكْرِمَةَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي وَعَدَهُ عِكْرِمَةُ أَنْ يُوَافِيَهُ فِيهِ، رَكِبَ زِيَادٌ فِي أَصْحَابِهِ/ وَخَرَجَ مِنْ مَدِينَةِ تِرْيَمَ، وَأَنَّهُ ليشد بالأيدي على استواء فرسه من [٣٨ ب] الْجِرَاحَاتِ، فَعَلِمَ الأَشْعَثُ أَنَّ زِيَادًا [٥] قَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ رَكِبَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَسَارُوا نَحْوَ زِيَادٍ عَلَى غَيْرِ تَعْبِئَةٍ، فَلَمَّا تَلاقَى الْجَمْعَانِ، اخْتَلَطَ الْقَوْمُ وَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، وَهُمْ أَصْحَابُ زِيَادٍ بِالْهَزِيمَةِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ وَصَلَ إِلَيْهِمْ عِكْرِمَةُ فِي تَعْبِئَةٍ حَسَنَةٍ، وَخَيْلٍ عِتَاقٍ، وسلاح شاك، ورجال جلد.
[١] القرمة: سمة تكون فوق أنف البعير تسلخ منها جلدة ثم تجمع فوق أنفه، فتلك القرمة، والقرمة والقرامة: الجلدة المقطوعة منه. (اللسان: قرم) .
[٢] البهمة: بسكون الهاء وقد حركها الشاعر لضرورة الوزن، والبهمة: الشجاع الذي لا يهتدي من أين يؤتى، والخطة الشديدة، والصخرة، والجيش. (القاموس: بهم) .
[٣] الرأس: سيد القوم، كالرئيس.
[٤] ذكر أنهم تحصنوا بمدينة حضرموت.
[٥] في الأصل: (الزياد) .
1 / 203