============================================================
باب معرفة الورع(1) قلت : ما الورع؟.
قال: مجانبة ما كره الله جل وعز، ومنه قول عمر رضي الله عنه : ورعوا اللص ولا تراعوه، يقول: اطردوه وجنبوه رحالكم، ولا ترصدوه حتى يقع ، ومنه قول العرب: ورع الإبل أي جنبها.
فالتقوى أول منزلة العابدين، وبها يدركون أعلاها، وبها تزكوا أعمالهم؛ لأن اله جل وعز، لا يقبل عملا إلا ما آريد به وجهه، فوالله ما رضي كثير من المتقين بها لله تعالى وحدها، حتى أعطوه المجهود من القلوب والأبدان ، وبذلوا له الهج من الدماء والأموال. فانظر رحمك الله أين أنت منهم ولقد خشيت أن يكون عامة أهل زماننا من العابدين (مخدوعين) (2) ، مغترين ، ل فكم من متقشف في لباسه متذلل في نفسه آخذ من حطام الدنيا اليسير، ومن مصل وصائم، وغاز وحاج، وباك وداع، ومظهر للزهادة في الدنيا والرفض ها على غير صدق من الضمير لرب العالمين عز وجل، يتصنع للعباد بما يظهر من الطاعات ويرى آنه من المخلصين وجوارحه مع ذلك (عليه) (3) منتشرة، من عين ينظر (بها) (4) إلى ما كره الله، ولسان يتكلم به لا يحب الله جل وعز عند غضبه وعند آنسه بالناس ومحادثته بالغيبة وغيرها.
(1) العنوان ساقط من : ط.
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من م (3) ما بين الحاصرتين: سقطت من المطبوعة.
(4) ما بين الحاصرتين: سقطت من المطبوعة.
Page 40