219

============================================================

وكذلك في حجه. من شدة الصمت، وشدة التوفي عند من يحضر ذلك منه .

وحسن المرافقة لرفيقه، وشدة الاخبات في حجه.

ولو خلا لأدى ما يجزيء من ذلك فقط، ولم يزد على ذلك، وغلب عليه الورع من تضييع الفرض (1) ، ولم يتورع من إكماله، من الأمر الذي يجزئه لو تركه .

قلت: من الذي يليه قال: المرائي بالتزيد في السنن الواجبة .

كالمبادرة في اتيان الجماعة في اول اهل المسجد، والصف الأول ، ويطلب أن يلي الإمام، فيكون قبالته، ولو خلا لما بالى أين قام، لما عرف به من الفضل أن يرىا في حال الصلاة منقوصا من الفضل عند من يعرفه بالمسابقة إلى الفضل.

وكذلك في إكرام الضيف فوق ما يجزيء، بعدما آدى ما يجب عليه ، ليثنى عليه.

قلت: من الذي يليه قال: المرائي بالطاعة النافلة. وقد يظهر أيضا، التورع والتقوى مع تصنعه بالنافلة، يريد بذلك ان يحتال في المعصية (2) .

فهو، وإن كان أسوأ حالا من كثير ممن ذكرنا قبله ، فإنه راءى بالتطوع، وإن كان أعظم منه بلية بطلبه المعصية، لأن ذلك عظيم: أن يجعل طاعة الله ، عز وجل سلما وبضاعة ينال بها معاصية.

كالرجل يريد الوصية ليختانها .

أو أخذه مالأ يتصدق به على المساكين ان يختانه .

(1) أي : ينقلب وروعه من التشدد في الإكمال، إلى مجرد الورع أن يضيع الفرض نفسه على أي صورة جائزة مع الترخص والتأويل.

(2) في ط: يختال. بالخاء المعجمة خطأ، والمراد : أن يتخذ التشدد في السنة سبيلا إلى ارتكاب المعصية بان يكتسب ثقة الناس فيأمنوه على أعراضهم وأموالهم، وبعد ذلك يخلو الشيطان فيركب الحرام ، لا والناس يتحدنون عن تقواه.

219

Page 218