============================================================
وألقي في النار".
فيأني المخلط يوم القيامة وفرضه ناقص، وعليه ذنوب كثيرة، فإن حبط تطوعه كله أو بعضه عطب، لأنه عمل (1) في إكمال الفرض، وتكفير السيئات.
والمتقي يعمل في علو الدرجات، فإن حبط تطوعه بقي في حسناته ما يرجح على السيسئات فيدخل الجنة، والعدو يريد أن لا تبقى له حسنة، والمخلط يوازن بها والقوي الورع لما صلحت أحواله وعلم أن الخلق يحمدون من ظهرت منه تلك الأحوال، ووجد العدو موضعا للدعاء لما عطل عليه مكائده وغلبه، إلى أن يدع لذاته لربه تعالى، أراد أن يدعوه إلى اعتقاد الرياء، ليحبط ما كان يدعوه إلى تركه فلم يطعه، فيدعوه إلى التصنع بالدين، ويعظم قدر المنزلة عنده، حتى يكون عنده أغلب على طبعه من قدر الذهب والفضة، لأن العبد قد يترك الذهب والفضةا ويردهما إذا وصل بهما ، ليقال : قد ترك وزهد ، لأن النفس من قبل هواها والعدق يدعوان العبد إلى المعاصي.
أما النفس فلاأصابة لذتها ، وأما العدو فللحسد والعداوة يريد هلكة (2) العبد فإذا أبى عليهما دعوتهما(5) إلى ترك النفل ، وقالا : يكفيك الورع، فإن عصاها وتنفل دعياه إلى الرياء به، وكذلك يدعوانه وإن لم يتنفل إلى الرياء بورعه.
أما النفس (4) فتطلب القدر عند الخلق والتعظيم منهم له ، والعدو للحسد والعداوة له، فإن أبى أرياه أن ذلك رياء منه ، وأنه لا ينجو من الرياء إذا خطر على قلبه لا يترك العمل (5) ، فإن أبى إلا المضي على العمل بالإخلاص والكراهية للرياء وأن ما ادعيا عليه باطلا - إذ كان له أبيأ وله كارها - دعواه إلى المحاورة (1) في ط: يعمل.
(2). في ط: إرادة هلكة العبد.
(3) في ط: دعواه.
(4) هذا الكلام في حالة إصرار العبد على العمل في النوافل .
(5) أي : حدثاه بأن إصراره على عمل النوافل رياء.
Page 156