============================================================
عدو في سبيل الله لم يخلصه فيحبط، فتصير حسناته أنقص من سيئاته، ولو كان اخلص عمله (1) في الدنيا لرجحت حسناته على سيئاته فدخل الجنة بذلك .
فلما حبط عمله بقيت سيئاته آرجح، وحسناته أخف وأنقص، فلا تسأل عن تقطع نفسه حسرات، فيخاف العاقل ذلك، فيغلب على عقله حذر الرياء والتصنع لعباد وإرادة الله جل ثناؤه وحده لا غيره، حتى يتخلص له علمه وعمله.
باب حض العاصي على الاخلاص في عمله قلت: إن الإخلاص منزلة الأقوياء والخاصة من العابدين.
قال: إن أهل القوة لأقوم العباد به ، وإن المخلط العاصي لأشد حاجة إلى الإخلاص بتطوعه من المتقي الورع ، لأن المتقي الورع إن حبط جميع تنفله نجا بقيامه بالغرض وانتهائه عن المعاصي، والمخلط إنما تطوعه يقوم مقام فرضه.
الم تسمع قول مجاهد : إنه ليس نافلة إلا للنبي . لأنه قد غفر له، ثم قرأ : (ومن الليل فتهجد به نافلة لك)(2).
وقال أبو أمامة: إنما كانت النافلة للنبي ه خاصة (3) .
وروى أبو هريرة وتميم الداري وأنس بن مالك أن النبي اله قال: " يحاسب العبد يوم القيامة، فإن نقص فرضه قيل : انظروا هل له من تطوع؟ فإن كان له تطوع أكمل به فرضه" (4) . قال تميم في حديثه ، "وإن لم يكن له تطوع أخذ بطرفيه (1) في ط: أخلصه.
(2) سورة الإسراء، الآية: 9.
(3) انظر : (خصائص النبي لابن الملقن) ففيها تحقيق هذا الموضوع وكذلك انظر (القول المكرم خصائص الني المعظم للخيضري) وهما مخطوطان في فهرس الحديث بدار الكتب المصرية . وفهرس الفضائل بالمكتبة الأزهرية.
(4) أخرجه : النسائي في سننه ، الباب التاسع من كتاب الصلاة، والدارمي في مسنده الباب 91 من كتاب الصلاة، وإبن المبارك في الزهد 320 .
Page 155