183

Rhetorical Techniques

أساليب بلاغية

Publisher

وكالة المطبوعات

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٨٠ م

Publisher Location

الكويت

Genres

فالجملة الأولى «ارسوا» إنشاء لفظا ومعنى، و«نزاولها» خبر لفظا ومعنى، لأنّ الغرض تعليل الأمر بالإرساء بالمزاولة للحرب أى: «ارسوا السفينة نزاول الحرب». أو معنى لا لفظا، مثل: «مات فلان، ﵀» فالجملة الأولى خبرية لفظا والثانية إنشائية معنى لا لفظا، لأن لفظ الفعل خبر لا أمر. - أن لا يكون بين الجملتين جامع أو مناسبة، بل تكون كل جملة مستقلة بنفسها مثل: «الليل رهيب. أقبل محمد»، ولا صلة بين الجملتين، ولذلك ترك العطف بينهما لكمال الانقطاع. الثالث: أن تكون الجملة الثانية جوابا عن سؤال يفهم من الجملة الأولى فتنزل منزلته ويسمى هذا «شبه كمال الاتصال» أو «الاستئناف» والاستئناف ثلاثة أضرب، لأن السؤال الذى تضمنته الجملة الأولى إما عن: - سبب الحكم فيها مطلقا، كقول الشاعر: قال لى: كيف أنت؟ قلت عليل ... سهر دائم، وحزن طويل أى: ما بالك عليلا؟ أو ما سبب علتك. وقول الآخر: وقد غرضت من الدنيا فهل زمنى ... معط حياتى لغرّ بعد ما غرضا (١) جرّبت دهرى وأهليه فما تركت ... لى التجارب فى ود امرئ غرضا أى: لم تقول هذا؟ وما الذى اقتضاك أن تطوى عن الحياة إلى هذا الحد، أى تعرض عنها. - أو عن سبب خاص له كقوله تعالى: «وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ» (٢). كأنه قيل: هل النفس أمارة بالسوء؟ فقيل: إنّ النفس لأمارة بالسوء.

(١) غرض: ضجر ومل. الغر: من لا تجربة له. (٢) يوسف ٥٣.

1 / 191