24

Iqāmat al-barāhīn ʿalā ḥukm man istaghātha bighayr Allāh aw ṣaddaqa al-kuhhān wa-l-ʿarrāfīn

إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين

Publisher

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

الله» ومعنى قوله ﷺ: «حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله» أي: حتى يخصوا الله بالعبادة دون كل ما سواه، وكان المشركون يخافون من الجن ويعوذون بهم فأنزل الله في ذلك قوله: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: ٦] (١) قال أهل التفسير في الآية الكريمة: معنى قوله: ﴿فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: ٦] أي ذعرا وخوفا؛ لأن الجن تتعاظم في نفسها وتتكبر إذا رأت الإنس يستعيذون بها، وعند ذلك يزدادون لهم إخافة وإذعارا حتى يكثروا من عبادتهم واللجوء إليهم، وقد عوض الله المسلمين عن ذلك: الاستعاذة به سبحانه وبكلماته التامة، وأنزل في ذلك قوله ﷿: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: ٢٠٠] (٢) وقوله جل وعلا: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ [الفلق: ١]

(١) سورة الجن الآية ٦.
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٠٠.

1 / 30