Taʾammulāt fī ruʾyā Yūsuf ʿalayhi al-salām
تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
Publisher
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٥ هـ
Genres
سادسًا: الهداية الشرعية والهداية الكونية
يؤخذ من رمز الكواكب (النجوم) الإشارة للهداية الشرعية والهداية الكونية:
يقول تعالى: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ (^١).
التفكر فيها، وفي خلقها، والإيمان بخالقها - لا يستفيد منه إلا الموحد، أو مَن في قلبه هداية تقوده إلى الهداية الشرعية.
إن ما تقدم من خَلْق الله هو علامات تدلُّ على ضرورة أنْ تروا المنافع التي أودعها الله فيما خلق لكم؛ وتهتدوا إلى الإيمان بإله مُوجِد لهذه الأشياء لصالحكم (^٢).
ومن الهداية الكونية الاستدلال بمعرفة الفصول، ومنها الاستفادة في أوقات الزرع والحرث وقد تقدم ذلك، ومنها الاستدلال بها في معرفة الجهات (^٣) التي تدل الإنسان على الأماكن، ووجهاته الصحيحة في السفر، فهذه يستفيد منها المؤمن والكافر.
(^١) سورة النحل الآية (١٦).
(^٢) تفسير الشيخ الشعراوي - يرحمه الله (١٣/ ٧٨٥٢).
(^٣) فلما ذكر الله العلامات الأرضية انتقل إلى العلامات السماوية; فقال تعالى: ... ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ (النحل: ١٦)، فالاستدلال بهذه النجوم على الأزمان لا بأس به، مثل أن يقال: إذا طلع النجم الفلاني دخل وقت السيل ودخل وقت الربيع، وكذلك على الأماكن; كالقبلة، والشمال، والجنوب، انظر القول المفيد على كتاب التوحيد (١/ ٥١٩).
1 / 112