Taʾammulāt fī ruʾyā Yūsuf ʿalayhi al-salām
تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
Publisher
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٣٥ هـ
Genres
على التوكل على الله والإيمان به، يقول تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦)﴾ (^١) فيعقوب ﵇ ذكّر يوسف ﵇ بأن الاجتباء الذي سوف يكون له من الله، كما هو واضح في الآية، علمًا أنه لم يحدد ما هو هذا الاجتباء! ! .
ثالثًا: من علامات الرؤيا الصحيحة ترابط رموزها ومعانيها ترابطًا واضحًا جليًّا، وهذا أول ما على المعبّر أن ينظر إليه.
رابعًا: على المعبّر أيضًا الاجتهاد في تحليل تلك الروابط، والنظر في كيفية الجمع بين رموز الرؤيا في نقطة تقابل واحدة أو بقدر ما يستطيع؛ لأن ذلك يساعد كثيرًا في تفسير الرؤيا، بل ويظهر الأمر الأهم والمفترض أن يسلط عليه الضوء في التعبير.
وهذا مثالٌ حيٌّ ندرسه، وهو رؤيا يوسف ﵇ فكل رموز رؤياه موجودة في السماء؛ الكواكب، والشمس، والقمر، كلها أجرامٌ سماوية، فهذا دليل على أنها مترابطة، إلا رمزًا واحدًا وهو السجود الذي يختلف عن باقي الرموز، على الرغم أنه يتقابل معها في المعنى والمغزى، كما سنوضح ذلك في ملحق النماذج آخر الكتاب.
(^١) سورة يوسف الآية (٦).
1 / 164