36

Reflecting and Considering the Verses of Eclipses, Earthquakes, and Hurricanes

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Publisher Location

الرياض

Genres

أن يكون هذا الفعل للنُّطفة بذاتها من غير مدبِّر دَبَّرها لذلك). تأمل ما تقدم تعلم أن أرباب هذه العلوم ومَن قلّدهم مغرورون بما حصل لهم من اكتشاف بعض الأسباب والتدقيق فيها بقطعها عن الخالق المدبِّر سبحانه. ثم إن الخطابي بعد ذلك سَيُبَرْهِن على كلامه السابق، ويفضح الملاحدة، وإخوانهم في وقتنا (الداروينيين / القرديين) بأربعة أمثلة تكشف زَيْفهم وتُظهر إلحادهم: الأول: قال ﵀: (ولو كان هذا جائزًا من غير مُدَبِّر حكيم عالِم قدير يعلم كيف يُدَبِّر النطفة ويُقلبها أطوارًا، ويُسوّي منها السمع لِما يصلح له، ويضعه في موضعه، والبصر في مكانه الذي يليق به في البدن، وكذلك تعليق اليدين العاملتين في موضعهما والرجلين الحاملتين في أخصّ المواضع بهما، ووضع كل شيء من القلب والكبد والطحال وسائر الأجسام في الذي هو أملك به وأشكل لِما أُعِدَّ له من الفعل). الثاني: ثم قال ﵀ في جواب الشرط: (لَجَاز أن يرتفع الماء من تِلقاء نفسه، ويختلط بالطين، ويقع الطين في قالب اللبن، وينطبع به، ثم يزحف إلى موضع البناء فيرتفع بعضه على بعض فَيَنْتَضِد حتى يكون بناءًا رفيعًا محكمًا مشيّدًا من غير بانٍ ولا رافع ساق على ساق، بل ينطبع

1 / 36