Radd shubahāt ḥawla ʿiṣmat al-Nabī ṣallā llāh ʿalayhi wa-sallam
رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
Genres
"فسمى رب العزة العصمة "وضعًا" على سبيل المجاز، وإنما عبر عنها به، لأن الذنب يثقل الظهر بعقابه، وبالندم عليه فى حالة التوبة منه. والعصمة لكونها تمنع وقوع الذنب، تريح صاحبها من ثقل عقابه، ومن ثقل الندم عليه، فعبر عنها بالوضع لذلك" (١) .
ويشهد لصحة هذا القول: سيرة النبى ﷺ قبل النبوة، من عصمة رب العزة له ﷺ من كل ما يمس قلبه وعقيدته بسوء، من أكل ما ذبح على النصب، والحلف بأسماء الأصنام التى كان يعبدها قومه، واستلامها، وكذا عصمته من كل ما يمس خلقه بسوء، من أقذار الجاهلية ومعائبها، من اللهو، والتعرى، وكذا تشهد سيرته ﷺ بعد النبوة، من عصمة رب العزة له ﷺ مما عصمه به قبل النبوة، ومن أن يضله أهل الكفر، وأنى لهم ذلك وقد نفاه الله تعالى: ﴿وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ﴾ (٢) كما عصمه ربه ﷿ من أن يفتنوه عن الوحي أو التقول عليه، ولو حدث شئ من ذلك، لوقع عقاب ذلك، الوارد فى قوله سبحانه: ﴿إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرًا﴾ (٣) وقوله ﷿: ﴿ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين﴾ (٤) .
فهل نقل إلينا ولو بطريق ضعيف أن رب العزة عاجله بالعقوبة فى الدنيا مضاعفة؟ أو تخلى عن نصرته؟
الإجابة بالقطع لا، لم ينقل إلينا، وهو ما يؤكد أن الخطاب فى آيات الشرط ﴿ولولا أن ثبتناك﴾ و﴿ولو تقول علينا بعض الأقاويل﴾ ونحو ذلك، على فرض الإمكان، لا على فرض الوقوع، وبتعبير آخر الشرط فى تلك الآيات لا يقتضى الوقوع ولا الجواز.
(١) خواطر دينية لعبد الله الغمارى ص١٧٨.
(٢) الآية ١١٣ النساء.
(٣) الآية ٧٥ الإسراء.
(٤) الآيات ٤٤ - ٤٧ الحاقة.
1 / 194