فقال سيدي ناصر الدين: هؤلاء من غراس الناشئة الإسلامية الجديدة.
وقال أحدهم مشيرا إليه: من غرس هذا الفاضل.
فرفع الأستاذ يديه مستغفرا الله مرددا قول لبيد:
إذا المرء أسرى ليلة خال أنه
قضى عملا والمرء ما عاش عامل
بذور للزارعين
جاءتني من الأستاذ ناصر الدين البغدادي هذه الكلمة الشديدة تصحبها بعض غراس من مغرس أفكاره الكريم:
أبقاك الله أيها الريحاني ومتع بك، اعلم أنني زرعت من «بذورك» في مزرعتي فلم تنبت إلا قليلا، وهذا القليل سريع النشوء سريع الذبول، وقد بعثت بمثال منه إلى ناظر الزراعة في العاصمة ليفحص ويحلل علنا نهتدي إلى أسباب السقم فيه فنتلافاه، وإخال أن مكروبا غريبا كامنا في «بذورك» يحول دون نموها، وهاك مثال من الغراس «البلدية» السليمة الجيدة وما أقلها وا أسفاه! أغرسها في بستان أدبك ليتمتع بثمارها الناس، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ناصر الدين البغدادي
وقد غاب عن سيدي الأستاذ أن المكروب الذي أشار إليه قد يكون في التربة لا في البذور نفسها، وليته بعث بمثال منها أيضا إلى «ناظر الزراعة في العاصمة.»
Unknown page