140

من أسراب منورة تحت الأنهار، من أرتال فيها يدفعها الكهرباء أو يجرها البخار، من بوارج ماخرات في البحار، من أساطيل تنذر بالدمار، من معالم ومعاهد في الأمصار، ما الذي تظنه يدوم

من أنفاق تحت الأديم ملؤها عجاجه، تنفثها وتثيرها القطر الولاجة

من قباب بين السحاب وهاجة، ما الذي تظنه يدوم

من جسور فوق المياه جسيمة، من جزائر على المياه عظيمة، من جبال تحت المياه قديمة، ما الذي تظنه يدوم

من سدود، محكمة منيعة من خلج كونتها الطبيعة، من ترع تؤلف بين البحار، وتجمع بين بعيد الأقطار والأمصار، من خطوط حديدية تطوق الأرض، من أسلاك برقية تطوي المسافات في الطول والعرض، ما الذي تظنه يدوم

من أبنية ذات الطبقات العشرين، من أحياء في المدن الكبرى يأوي إليها جميع البائسين، من معابد وبيع لا أثر فيها للدين، من أصقاع لا صوت فيها للأحرار الصالحين، ما الذي تظنه يدوم

من قصور مكتنفة برياض خضراء، من صروح الملوك والأمراء، من دور الرؤساء والأغنياء، من أكواخ البؤساء والفقراء، ما الذي تظنه يدوم

من شرائع ودساتير ونظامات، من تقاليد وعادات وخرافات، من أديان وعقائد وخزعبلات، من دول وممالك وحكومات، من أحزاب وطوائف وجماعات، ما الذي تظنه يدوم

صوت صارخ من وراء الغيوم، صوت ريح سموم، أي شيء يدوم

مهلا مهلا، إن هذه كلها لصالحة في ذاتها، إن هذه كلها لحسنة في وقتها

Unknown page