al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

Abu Samat d. 665 AH
44

al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Investigator

إبراهيم الزيبق

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

وأنفسهم وَلَو لم يكن من هَذِه الْخِصَال إِلَّا مَا علم مِنْهُ وشاع أَنه إِذا وعد وَفِي وَإِذا أوعد عَفا وَإِذا تحدث بِشَيْء يقف عَلَيْهِ وَلَا يُخَالف قَوْله وَلَا يرجع عَن لَفظه ومنطقه لكفى وَلَا يجْرِي فِي مَجْلِسه الْفسق والفجور والشتم والغيبة والقدح فِي النَّاس وَالْكَلَام فِي أعراضهم كَمَا يجرى فِي مجَالِس سَائِر الْمُلُوك وَلَا يطْمع فِي أَخذ أَمْوَال النَّاس وَلَا يرضى بِأَن يَأْخُذ أحد من أَمْوَال الشَّرِيعَة شَيْئا بِغَيْر حق قَالَ وبلغنا بأخبار التَّوَاتُر عَن جمَاعَة يعْتَمد على قَوْلهم أَنه أَكثر اللَّيَالِي يُصَلِّي ويناجي ربه مُقبلا بِوَجْهِهِ عَلَيْهِ وَيُؤَدِّي الصَّلَوَات الْخمس فِي أَوْقَاتهَا بِتمَام شرائطها وأركانها وركوعها وسجودها قَالَ وبلغنا عَن جمَاعَة من الصُّوفِيَّة الَّذين يعْتَمد على أَقْوَالهم مِمَّن دخلُوا ديار الْقُدس للزيارة حِكَايَة عَن الْكفَّار أَنهم يَقُولُونَ ابْن القسيم لَهُ مَعَ الله سر فَإِنَّهُ مَا يظفر علينا بِكَثْرَة جنده وَعَسْكَره وَإِنَّمَا يظفر علينا بِالدُّعَاءِ وَصَلَاة اللَّيْل فَإِنَّهُ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَيرْفَع يَده إِلَى الله وَيَدْعُو وَالله ﷾ يستجيب دعاءه وَيُعْطِيه سؤله وَمَا يرد يَده خائبة فيظفر علينا قَالَ فَهَذَا كَلَام الْكفَّار فِي حَقه قَالَ وَحدثنَا الشَّيْخ دَاوُد الْمَقْدِسِي خَادِم قبر شُعَيْب على نَبينَا وَعَلِيهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ حضرت فِي دَار الْعدْل فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين فَقَامَ رجل وَادّعى على نور الدّين الْملك الْعَادِل أَن أَبَاهُ أَخذ من مَاله شَيْئا بِغَيْر حق قَالَ وَأَنا مطَالب لَك بذلك فَقَالَ نور الدّين أَنا مَا أعلم ذَلِك فَإِن كَانَ لَك بَيِّنَة تشهد بذلك فهاتها وَأَنا أرد إِلَيْك مَا يخصني فَإِنِّي مَا ورثت جَمِيع مَاله كَانَ هُنَاكَ وَارِث غَيْرِي فَمضى الرجل ليحضر الْبَيِّنَة فَقلت فِي نَفسِي هَذَا هُوَ الْعدْل قَالَ وَحضر رجل زاهد فِيهِ سمة الْخَيْر مَعْرُوف بالسداد وَالصَّلَاح فَسَأَلت عَنهُ فَقَالُوا أَخُو

1 / 63