327

Al-Rawḍatayn fī akhbār al-dawlatayn al-Nūriyya waʾl-Ṣalāḥiyya

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Editor

إبراهيم الزيبق

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

فصل
قَالَ الرئيس أَبُو يعلى وَفِي الْعشْر الثَّانِي من جُمَادَى الْآخِرَة تواصلت الْأَخْبَار بوصول ولد السُّلْطَان مَسْعُود فِي خلق كثير للنزول على أنطاكية وأوجبت الصُّورَة تَقْرِير المهادنة بَين نور الدّين وَملك الإفرنج وتكررت المراسلات بَينهمَا والاقتراحات والمشاجرات بِحَيْثُ فسد الْأَمر وَلم يسْتَقرّ على مصلحَة وَوصل نور الدّين إِلَى مقرّ عزه فِي بعض عسكره وَأقر بَاقِيه ومقدميه مَعَ الْعَرَب بِإِزَاءِ أَعمال الْمُشْركين
قَالَ وَفِي ثَالِث رَجَب توجه نور الدّين إِلَى نَاحيَة حلب وأعمالها لتجديد مشاهدتها وَالنَّظَر فِي حمايتها عِنْدَمَا عاث الْمُشْركُونَ فِيهَا وَقربت عَسَاكِر الْملك ابْن مَسْعُود مِنْهَا
ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك قد تقدم من ذكر نور الدّين ونهوضه فِي عساكره من دمشق إِلَى بِلَاد الشَّام عِنْد انْتِهَاء الْخَبَر إِلَيْهِ بتجمع أحزاب الفرنج خذلهم الله تَعَالَى وقصدهم لَهَا وطمعهم فِيهَا بِحكم مَا حدث من الزلازل والرجفات المتتابعة لَهَا وَمَا هدمت من الْحُصُون والقلاع والمنازل فِي أَعمالهَا وثغورها لحمايتها والذب عَنْهَا وإيناس من سلم من أهل حمص وشيزر وَكفر طَابَ وحماة وَغَيرهَا بِحَيْثُ اجْتمع إِلَيْهِم الْعدَد الْكثير والجم الْغَفِير من رجال المعاقل والأعمال والتركمان وخيم بهم بِإِزَاءِ جمع الفرنج

1 / 346