222

Al-Rawḍatayn fī akhbār al-dawlatayn al-Nūriyya waʾl-Ṣalāḥiyya

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Editor

إبراهيم الزيبق

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

لتخليص ثغر عسقلان وغزة
قَالَ فَكَانَ الْجَواب عَن هَذِه الرسَالَة لَيْسَ بَيْننَا وَبَيْنك إِلَّا السَّيْف وسيوافينا من الإفرنج مَا يُعينُنا على دفعك إِن قصدتنا وَنزلت علينا
فَلَمَّا عَاد الرَّسُول بِهَذَا الْجَواب ووقف عَلَيْهِ أَكثر التَّعَجُّب مِنْهُ وَالْإِنْكَار لَهُ وعزم على الزَّحْف إِلَى البد ومحاربته فِي غَد ذَلِك الْيَوْم فَأرْسل الله من الأمطار وتداركها ودوامها مَا مَنعه من ذَلِك
وَدخلت سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مئة
فَفِي مستهل الْمحرم تقرر الصُّلْح بَين بَين نور الدّين وأرباب دمشق وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن نور الدّين أشْفق من سفك دِمَاء الْمُسلمين إِن أَقَامَ على حربها والمضايقة لَهَا بَعْدَمَا اتَّصل بِهِ من أَخْبَار دَعَتْهُ إِلَى ذَلِك
وَاتفقَ أَنهم بذلوا لَهُ الطَّاعَة وَإِقَامَة الْخطْبَة لَهُ على مِنْبَر دمشق بعد الْخَلِيفَة وَالسُّلْطَان وَكَذَا السِّكَّة وَوَقعت الْإِيمَان على ذَلِك
وخلع نور الدّين على مجير الدّين خلعة كَامِلَة بالطوق وَأَعَادَهُ مكرما مُحْتَرما وخطب لَهُ على مِنْبَر دمشق يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر محرم
ثمَّ استدعى الرئيس إِلَى المخيم وخلع عَلَيْهِ خلعة كَامِلَة أَيْضا وَأَعَادَهُ إِلَى الْبَلَد وَخرج إِلَيْهِ جمَاعَة من الأجناد والخواص إِلَى المخيم واختلطوا بِهِ وَوصل من استماحه من الطلاب والقرأة والضعفاء بِحَيْثُ مَا خَابَ قاصده وَلَا أكدى سائله ورحل عَن مخّيمه عَائِدًا إِلَى حلب بعد إحكام مَا قرر وتكميل مَا دبر

1 / 241