al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

Abu Samat d. 665 AH
188

al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Investigator

إبراهيم الزيبق

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

النَّاس وأجلت الْحَرْب عَن هزيمَة الفرنج وَقتل الْمُسلمُونَ مِنْهُم خلقا كثيرا وفيمن قتل الْبُرْنُس صَاحب أنطاكية وَكَانَ عاتيا من عتاة الفرنج وَذَوي التَّقَدُّم فيهم وَالْملك وَلما قتل الْبُرْنُس خلف ابْنا صَغِيرا وَهُوَ بيمند فبقى مَعَ أمه بأنطاكية فَتزوّجت أمه بإبرنس آخر وَأقَام مَعهَا بأنطاكية يدبر الْجَيْش ويقودهم وَيُقَاتل لَهُم إِلَى أَن يكبر بيمند ثمَّ إِن نور الدّين غزا بلد الفرنج غَزْوَة أُخْرَى وَهَزَمَهُمْ وَقتل فيهم واسر وَكَانَ فِي الأسرى الْبُرْنُس الثَّانِي زوج أم بيمند فَلَمَّا أسره تملك بيمند أنطاكية بلد أَبِيه وَتمكن مِنْهُ وَبَقِي بهَا إِلَى أَن أسره نور الدّين بحارم سنة تسع وَخمسين وَخمْس مئة على مَا نذكرهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَأكْثر الشُّعَرَاء مدح نور الدّين وتهنئته بِهَذَا الْفَتْح وَقتل الْبُرْنُس وَمِمَّنْ قَالَ فِيهِ القيسراني الشَّاعِر من قصيدة أنْشدهُ إِيَّاهَا بجسر الْحَدِيد الْفَاصِل بَين عمل حلب وَعمل أنطاكية أَولهَا (هذى العزائم لَا مَا تدعى القضب ... وَذي المكارم لَا مَا قَالَت الْكتب) (وَهَذِه الهمم اللاّتي مَتى خَطبت ... تعثرت خلفهَا الْأَشْعَار والخطب) (صافحت يَا ابْن عماد الدّين ذروتها ... براحة للمساعي دونهَا تَعب) (مَا زَالَ جدك ينبي كل شاهقة ... حَتَّى ابتنى قبَّة أوتادها الشهب)

1 / 207