al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

Abu Samat d. 665 AH
131

al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Investigator

إبراهيم الزيبق

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

وَكَانَ ينْتَظر وَفَاة السُّلْطَان مَسْعُود ليجمع العساكر باسمه وَيخرج الْأَمْوَال وَيطْلب السلطنة فعاجلته الْمنية قبل ذَلِك وَكَانَ هَذَا الْملك بالموصل هَذِه السّنة وَبهَا نصير الدّين وَهُوَ ينزل إِلَيْهِ كل يَوْم يَخْدمه وَيقف عِنْده سَاعَة ثمَّ يعود فَحسن المفسدون للْملك قَتله وَقَالُوا لَهُ إِنَّك إِن قتلته ملكت الْموصل وَغَيرهَا ويعجز أتابك أَن يُقيم بَين يَديك وَلَا يجْتَمع مَعَه فارسان عَلَيْك فَوَقع هَذَا فِي نَفسه وظنه صَحِيحا فَلَمَّا دخل نصير الدّين إِلَيْهِ على عَادَته وثب عَلَيْهِ جمَاعَة فِي خدمَة الْملك فَقَتَلُوهُ وألقوا رَأسه إِلَى أَصْحَابه ظنا مِنْهُم أَن أَصْحَابه إِذا رَأَوْا رَأسه تفَرقُوا وَيملك الْملك الْبِلَاد وَكَانَ الْأَمر بِخِلَاف مَا ظنُّوا فَإِن أَصْحَابه وَأَصْحَاب أتابك الَّذين مَعَه لما رَأَوْا رَأسه قَاتلُوا من بِالدَّار مَعَ الْملك وَاجْتمعَ مَعَهم الْخلق الْكثير وَكَانَت دولة الشَّهِيد مَمْلُوءَة بِالرِّجَالِ الأجلاد ذوى الرَّأْي والتجربة فَلم يتَغَيَّر عَلَيْهِ بِهَذَا الفتق شَيْء وَكَانَ فِي جملَة من حضر القَاضِي تَاج الدّين يحيى بن عبد الله بن الْقَاسِم الشهرزوري أَخُو كَمَال الدّين فَدخل إِلَى السُّلْطَان وخدعه حَتَّى أصعده إِلَى القلعة وَهُوَ يحسن لَهُ الصعُود إِلَيْهَا وَحِينَئِذٍ يسْتَقرّ لَهُ ملك الْبَلَد فَلَمَّا صعد القلعة سجنوه بهَا وَقتل الغلمان الَّذين قتلوا النصير وَأَرْسلُوا إِلَى أتابك يعرفونه الْحَال فسكن جأشه وَاطْمَأَنَّ قلبه وَأرْسل زين الدّين على بن بكتكين واليا على قلعة الْموصل وَكَانَ كثير الثِّقَة بِهِ والاعتماد عَلَيْهِ فسلك بِالنَّاسِ غير الطَّرِيق الَّتِي سلكها النصير وَسَهل الْأَمر فاطمأن النَّاس وأمنوا وازدادت الْبِلَاد مَعَه عمَارَة وَلما رأى الشَّهِيد

1 / 150