208

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

ويجب أن يكون عالما بجميع الشرع، لكونه حاكما في جميع ذلك؛ لأنه يقبح من حكماء الملوك أن تولي الوزارة ولا النظر في أمر مملكته من لا يحسنها أو يحسن بعضها.

ويجب أن يكون أشجع الناس إذا كان متعبدا بالجهاد؛ لأنه لو لم يكن كذلك لانهزم، وانهزم بانهزامه المسلمون، فيكون به (1) بوار الإسلام.

ويجب أن يكون أعقل الناس، والمراد بالأعقل أجودهم رأيا وأعلمهم بالسياسة.

ويجب أن يكون على صورة غير منفرة ولا مشينة.

ويجب أن يكون منصوصا عليه أو يكون له معجز؛ لأنه قد ثبت أنه معصوم، والعصمة لا تدرك حسا ولا مشاهدة؛ فيجب أن ينص عليه؛ إما بالمعجز أو بإخبار النبي (صلى الله عليه وآله).

فإذا ثبت ذلك يجب أن يكون الإمام أمير المؤمنين، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة القائم (صلوات الله عليهم أجمعين)؛ لأن من شرط هذه الشروط قال: الأئمة هؤلاء.

ومن خالف هذه الشروط تجوز الإمامة لغيرهم؛ فمن قال: بهذه الشروط، وقال الإمام غير هؤلاء الذين ذكرناهم فقد خالف الإجماع مع أنه قد ثبت عن النبي (صلى الله عليه وآله) كقوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»

Page 214