Rawdat Wacizin
روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1
Genres
قال الشيخ فاكشف لي عن بطنك، فكشف (صلى الله عليه وآله) عن بطنه، فقال الشيخ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك فأذن له، فقال أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم القيامة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا سوادة بن قيس، أتعفو أم تقتص؟ قال بل أعفو يا رسول الله. فقال رسول الله (عليه السلام): اللهم اعف عن سوادة بن قيس، كما عفى عن نبيك محمد.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بيت أم سلمة، وهو يقول: رب سلم أمة محمد من النار ويسر عليهم الحساب. وقالت أم سلمة: يا رسول الله ما لي أراك مغموما متغير اللون؟ قال: نعيت إلي نفسي هذه الساعة (1)، وسلام لك مني في الدنيا، فلا تسمعين بعد هذا صوت محمد أبدا.
فقالت أم سلمة: وا حزناه حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمد!! ثم قال (صلى الله عليه وآله): ادع لي حبيبة نفسي وقرة عيني فاطمة ثم اغمي عليه، فجاءت فاطمة (2) وهي تقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقا، يا أبتاه! ألا تكلمني كلمة؛ فإني أنظر إليك وأراك تفارق الدنيا، وأرى عساكر الموت تغشاك شديدا! فقال لها: بنية إني مفارقك، فسلام عليك مني. قالت: يا أبتاه! فأين الملتقى يوم القيامة؟ قال: عند الحساب. قالت: فإن لم ألقك عند الحساب؟
قال: عند الشفاعة لأمتي. قالت: فإن لم ألقك عند الشفاعة لأمتك؟ قال: عند الصراط، جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، والملائكة من خلفي
Page 187