179

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

قبري، فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه.

- قال ابن الفارسي: يعني يوجد الله الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) من فوق عرشه، كما قال تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي (1) لا أنه تعالى من فوق عرشه؛ لأن الفوق والتحت من أسماء المضاف- ثم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله جل وعز، ثم الحافون بالعرش، ثم سكان أهل سماء سماء. ثم جل أهل بيتي ونسائي الأقربون فالأقربون يومون إيماء، ويسلمون تسليما ولا تؤذوني بصوت نائحة ولا برنة(2). ثم قال: يا بلال هلم علي بالناس، فاجتمع الناس، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) معتصبا بعمامته، متوكيا على قوسه حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: معاشر أصحابي: أي نبي كنت لكم؟ ألم اجاهد بين أظهركم؟ ألم تكسر رباعيتي؟ ألم يعفر جبيني؟ ألم تسل الدما على حر وجهي حتى خضبت (3) لحيتي؟ ألم اكابد الشدة والجهد (4) مع جهال قومي؟ ألم أربط حجر المجاعة على بطني؟

قالوا: بلى يا رسول الله، لقد ابتليت (5) وكنت لله صابرا، وعن منكر بلاء الله (6) ناهيا، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء! قال: وأنتم فجزاكم الله خير الجزاء! ثم قال: إن ربي عز وجل حكم وأقسم ألا يجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم الله

Page 185