102

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

[115] 32- وروى شريح بن هانئ قال: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، أتقول إن الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي، أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم (1) القلب؟

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): دعوه؛ فإن الذي يريد الأعرابي هو الذي نريده من القوم (2)، ثم قال: يا أعرابي، إن القول بأن (3) الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى: ووجهان يثبتان فيه؛ فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد (4)، أما ترى أنه كفر من قال: ثالث ثلاثة؟ وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز؛ لأنه تشبيه وجل (5) ربنا عن ذلك.

وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه، كذلك ربنا، وقول القائل: إنه أحدي المعنى، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذلك ربنا (6).

[116] 33- وقد سئل الصادق (عليه السلام): عن قول الله تعالى: وأن إلى ربك المنتهى (7) قال: إذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا (8).

Page 108