يزعم أهل الهند أنه كان فى الزمان الخالى ملك يسمى أوذى، وكل ملوك الأرض من نسله، ولا يمكن أن يكون الملك ملكا ما لم يكن من نسله، وغمره الله تعالى بعنايته، ووعده أن يجعل جميع ملوك الدنيا من نسله، واحتفظ أهل الهند بشجرة نسبه إلى عهد باسديو، ويقال: إن باسديو هذا سيولد فى صورة آدمى فى مدينة ماهودة من إنسديو أخت كنش الذى كان واليا لهذه البلاد، وكان هؤلاء من جنس الجت 21، وهم من أصحاب المواشى، ومن طبقة الشودرو، وعرف كنش عن طريق التنجيم والتقويم أن موته سيكون على يد باسديو، ووكل قابلة لأخته أثناء الولادة فى الوقت الذى تضع فيه حملها؛ لتخفى هذا الطفل، وفى تلك الليلة غلبهم النوم، وغفل الحراس فسرق أبوه باسديو وأخفاه وبدله ببنت لنند، لأن وقت ولادتها كان فى تلك الساعة، واستودعهم إياها عوضا عن باسديو، فأراد الوالى أن يقتلها، فجعلت لها جناحين وطارت فى الهواء، واستودعوا باسديو عند حسو وهى مرضعته، فعرف كنش هذا الأمر، فأراد أن يكيد لهم ففكر فى مكر عاد إليه ومات. وبعد ذلك أجلسوا باسديو على العرش، وهو مع أولاد بدو ملك قنوج، ودخل فى حروب كثيرة مع جنشتر، وأوجين، وفى النهاية كان صياد يمر ذات يوم، وكان باسديو نائما تحت شجرة واضعا قدما على قدم، وظنه غزالا فضربه بسهم وقتله. وأصبح أوجين ملكا بعد ذلك وبعده كنك. وهو آخر ملوك كتورمان.
وأصبح بعده سامند الذى كان من البراهمة ملكا، وبعده كملو وبعده جيبال، وبعده أنده بال، وبعده نسد جيبال، وقتل فى سنة أربعمائة واثنتا عشرة من الهجرة، وحكم بعده ابنه بهيم خمسة أعوام، وانقرضت الملكية فى الهند به، وانقرضت دولة ملوكهم، ولم يبق أحد من هذه الأسرة المالكة.
Page 364