247

الفصل الأول فى بيان حدود بلاد الأرمن من المدن والضياع

إن بلاد الأرمن كانت قبل بلاد الفرنجة، وهى هناك بمنزلة الدهليز، ويطلق اسم أرمينيا على موضعين: الكبرى والصغرى، وطول أرمينيا الكبرى ممتد من حدود أرزنجان حتى حدود سلماس، وعرضها من أول بلاد جورجيا إلى أقصى وان ووسطان 1، وطول أرمينيا الصغرى من طرف الشام إلى نهاية بلاد الروم ويسمونها أوج، وعرضها من حدود مالطة إلى حدود أنطاكية، وتحيط الجبال بتلك البلاد من كل ناحية، وأجزاؤها الخمس معمورة وهى: أماس وسيس وطرسوس وأذنة ومسيس، ومن مدنها وقراها العظيمة المشهورة ما يقرب من عشرين ألف قرية معمورة، وتتصل ببلاد الروم بأربعة طرق: أولها: من ناحية القيصرية، ويسمونه طريق خوشوخوار وطريق دولو، والثانى: طريق لولوه، وهو معدن الفضة أعلى قلعة البلوج، وهذا طريق قوافل سبر، والثالث: طريق قرامان، وهو محاذ لساحل بحر الروم حتى مدينة أماس، والرابع: طريق مدينة مالطة، ويمتد حتى جانب حلب وديار الشام، والمسافة بين طريق مسيس إلى جزيرة قبرص تقطع فى يوم واحد فى البحر، وفى هذه الجزيرة عدة مدن معمورة ويحضرون الصوف الجيد المعروف بالصوف القبرصى من هناك، كما أن العلق (اللبان) ينبت هناك.

Page 289