Taʾrih al-Banakti
تأريخ البنكتي
Genres
وفى العام الرابع عشر من توليه الملك، اتجه لعمارة بيت المقدس وجمع المال الكثير من أجل ذلك، بحيث أنهم صهروا ما فى المخازن من ذهب وفضة، وكان يتم وضعها فى الشوارع والأزفة على شكل أحجار كبيرة، وعمر بيت المقدس بشكل مبهر مدة سبعة أعوام، ولما تم ذلك التعمير، دعا إلى وليمة عظيمة لدرجة أنه ذبح بها اثنين وعشرين ألف بقرة، ومائة وعشرين ألف خروف، وبقية ما تحتاج إليه هذه الوليمة على هذا القياس، وأقاموا احتفالات عظيمة فى ذلك المذبح الذى كان قد شيده 16، ووضعوا عليه القرابين، وتوجه سليمان (عليه السلام) إلى بيت المقدس، وصلى هناك وتضرع إلى الحق تعالى، فهبطت من السماء نار كما كان معهودا فى زمن موسى (عليه السلام)، وحرق كل هذه القرابين، وخاطب الحق تعالى سليمان فى هذه الليلة قائلا له: لقد قبلت صلاتك وقرابينك، ما دمت وأبناؤك على نهج عبدى داود ولا تتجاوزون ذلك، ولن أنزع الملك من أسرتك وأبنائك 17.
وبلغت عظمة ملكه أنه حكم على الجن والإنس، وكانت له السيادة والملك على المربع المسكون، وكان له ألف امرأة، وسبعمائة سيدة، وثلاثمائة من السرارى، وجرت العادة بأن يقرر لمائدته فى كل يوم ثلاثين جوالا كبيرا من الدقيق، وثلاثين رأس بقرة، ومائة خروف غير لحوم الصيد وأنواع الطيور، وكان له أربعون ألف حمار، واثنتا عشرة ألف جنيبة، واشتهرت عظمته وملكه، وكانت مدة ملكه أربعين سنة، وذكر الواحدى: إن ملك سليمان كان سبعمائة عام وستة أشهر.
رحو عام بن سليمان وإخيا وشمعيا:
Page 270