Taʾrih al-Banakti
تأريخ البنكتي
Genres
وفى أيامه كان السلطان ركن الدين فى بلاد الروم، وفى مصر الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل، وفى الموصل بدر الدين لؤلؤ. وفى سنة ستمائة وتسع وثلاثين عين سيد تاج الدين محمد بن صلابة حاكما على أردبيل، وهجم المغول ثانية على ديار بكر فى سنة ستمائة واثنتين وأربعين، واستولوا على حران والرها وعلى ماردين صلحا، وهرب شهاب الدين غازى إلى مصر، وتوطد له فيها الأمر.
وكان فى فارس الأتابك أبو بكر، وفى كرمان ركن الدين قتلغ السلطان بن براق الحاجب، وفى خراسان أرغون آقا، وفى خوارزم جينتمور.
وتوفى المستنصر فى يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخرة سنة ستمائة وأربعين، وكانت مدة خلافته اثنى عشر عاما وعشرة أشهر.
المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن المستنصر:
كان الخليفة السابع والثلاثين من خلفاء بنى العباس، والسادس والخمسين بعد النبى (عليه السلام). لما ازدانت مرافق الخلافة بجماله وأصبحت إرادته نافذة فى بلاد الإسلام، أمر بأن جميع الخيرات التى ظهرت فى أيامه أن يقرروها ويضاعفوها، وتمسك السلطان شمس الدين إيلتمش بحبل ولائه، واستعصم بذيل جلالته.
وفى أيامه خلع حسام الدين خليل بن بدر خورشيد البلوجى الذى كان من أكابر الأكراد طاعة الخليفة، ولجأ إلى المغول، وكان قبل ذلك يلبس لباس الصوفية، وعد نفسه من مريدى سيدى أحمد الرفاعى، وفى هذا الوقت تشاور مع جمع من المغول. فمضى إلى خولنجان وهى من توابع النجف، وهاجم جماعة من أتباع سليمان شاه وقتل وأغار، فعلم سليمان شاه الخبر، فطلب من الخليفة الإذن وتوجه إليه، ولما وصل حلوان كان قد نصب كمينا لسليمان شاه فى موضع يسمى سهر، وتحارب مع حسام الدين وانهزم، وسار خليل فى أعقابه فنصب الجنود لهم كمينا، وحاصروهم، وقتلوا كثيرا منهم، وأسروا خليلا وقتلوه.
Page 216