Taʾrih al-Banakti
تأريخ البنكتي
Genres
فى سنة ست وثمانين وخمسمائة استشهد الشيخ شهاب الدين أبو الفتوح يحيى بن أوكا السهروردى المعروف بخالق البرايا فى حلب، وكان فى الثامنة والثلاثين من عمره، ويقال: إنه كان فى الخمسين. وتوفى فى عهده السلطان تكش خوارزم شاه فى سنة خمسمائة وست وتسعين، وتوفى فى جمادى الأولى السلطان غياث الدين أبو الفتح محمد بن سام الغورى فى سنة خمسمائة وتسع وتسعين، وكان السلطان سليمان بن قليج فى الروم، واستولى على مدينة ملطى من أخيه معز الدين قيصر شاه بعد حصارها عدة أيام فى رمضان سنة خمسمائة وسبع وتسعين، ومضى من هنا إلى أرزن الروم وكان بن محمد سليق من الحكام القدامى هناك فخرج لاستقباله ليصطلح، فقبض عليه السلطان وقيده وأخذ أرزن الروم بحد السيف وسقطت دولة هؤلاء القوم.
وقدم الملك العادل، والملك العزيز بجيشهما من مصر إلى الشام فى رجب سنة خمسمائة وثلاث وتسعين وحاصر دمشق وأسر الأفضل وأرسلاه إلى القلعة، وأصبحت مصر للعزيز ودمشق للعادل، وأرسل الأفضل عليا من حبسه إلى الخليفة الناصر واستغاثه بهذين البيتين:
مولاى إن أبا بك وصاحبه
عثمان قد غصبا بالسيف حق على
فانظر إلى خط هذا الاسم كيف لقى
من الأواخر ما لقى من الأول
وتوفى عزيز مصر فى العشرين من محرم سنة خمسمائة وخمس وتسعين، فاجتمع الأمراء واستدعوا الأفضل، فوصل مصر فى الخامس من ربيع الأول من السنة المذكورة، فاستقبله إخوته وقادة مصر وأعيانها، وأعد كل من أخيه الملك المؤيد مسعود، وفخر الدين جركس الأمير مراسم الضيافة، فحضر فى بيت أخيه، وكان فخر الدين جركس أميرا عظيما، ولهذا السبب ساء ظنه وهرب ومضى إلى بيت المقدس واستولى عليها، واجتمع عبيد الناصر الذين كانوا الأفضل عليه، ولما اجتمع قراجة زردقوش وقرا سنقر، وميمون القصرى أرسلوا رسالة إلى الملك العادل فحواها: تعال لنكون مددا لك ونأخذ مصر، وكان مشغولا بمحاصرة مردين، وكان مطمعه أن يستولى عليها وألا تفلت مصر.
Page 211