Taʾrih al-Banakti
تأريخ البنكتي
Genres
وتوفى أبو العباس أحمد بن عمر بن شريح القاضى فى سنة ثلاثمائة وسبع، وجاءوا بيوسف بن أبى الساج إلى بغداد محمولا على جنبه، وطافوا به فى المدينة، وتوفى أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطا الأدبى، وكان من كبار المشايخ وأقران الجنيد، وصاحب إبراهيم المارستانى، وأبو محمد عبد الله بن محمد الخراز الرازى الذى كان فى مكة سنة ثلاثمائة وتسع، وتوفى أبو محمد أحمد بن محمد بن الحريرى، وكان من كبار صحابة الجنيد، وصحب سهل بن عبد الله التسترى، وخلف الجنيد فى سنة ثلاثمائة وإحدى عشرة، قال: كل من استولت نفسه عليه يصبح أسيرا فى حكم الشهوات، ويكون محصورا دائما فى سجن الهوى، فإن الله تعالى يحرم الخيرات على قلبه، ولا يجد لذة من كلام الحق، ولو أجراها كثيرا على لسانه.
وتوفى أبو الحسين بيان بن محمد الحمال الواسطى فى مصر سنة ثلاثمائة وست عشرة، سألوه عن معظم أحوال الصوفية، فقال: الاعتقاد فى المضمون، وكتمان السر، والتخلى عن الدنيا والآخرة، وعدم الاستخفاف بالأمور. قال: أبو على الرودبارى: ألقوا" بيانا" أمام سبع فجعل يشمه، ولكنه لم يضره ولما أخرجوه، قالوا: ما الذى كان فى قلبك عند ما كان السبع يشمك؟، قال: كنت أنظر فى اختلاف العلماء فى فضلات السباع.
وصحب أبو عبد الله محمد بن فضل البلخى، أحمد بن خضرويه فى سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وكان أبو عثمان الخيرى يميل إليه؛ فكتب إليه رسالة فحواها ما علامة الشقاء؟، قال: ثلاثة أشياء: يوم يكون له فيه علم ويبقى من العمل محروما، ويصبح عمله يوما ويحرم من إخلاصه، ويصبح له صحبة الصالحين يوما ويحرم من احترامهم، فطردوه من بلخ، فسكن سمرقند وتوفى هناك.
وكان للمقتدر أربعة أبناء: محمد، وإبراهيم، والفضل، وإسحاق، وقتل فى صلاة العصر فى بغداد يوم الأربعاء السابع والعشرين من شوال سنة ثلاثمائة وعشرين، وكانت مدة عمره ثمانية وثلاثين عاما وخمسة شهور، ودامت أيام خلافته خمسة وعشرين عاما.
القاهر بالله أبو منصور محمد بن أحمد المعتضد:
Page 195