160

وقبض أبو محمد بن طلحة فى سنة مائتين وإحدى وسبعين على صاعد وحبسه وتوفى فى حبسه سنة مائتين وست وسبعين، وتوفى أبو طلحة بن محمد ليلة الخميس الثانى والعشرين من صفر سنة مائتين وثمان وسبعين، وكان فى التاسعة والأربعين من عمره، وتوفى ممدشاد الدينورى فى سنة مائتين وتسع وسبعين، قال: يستلزم أدب المريد على نفسه احترام المشايخ، وخدمة الإخوة، والخروج من حطام الدنيا، والمحافظة على أدب الشريعة. وكان من معاصرى المعتمد من الفقهاء: أبو على حسن بن محمد البزار الزعفرانى تلميذ الإمام الشافعى، وأبو القاسم الإنماطى تلميذ المازنى وربيع، ومن المشايخ أبو محمد بن سهل بن عبد الله التسترى.

حكاية:

يقولون عند ما مرض عمرو بن الليث الصفار وعجز الأطباء عن علاجه، قال له: إن هذا الأمر بالنسبة لسهل سهل؛ لأنه مستجاب الدعوة، فأحضروا سهلا، فقال: تستجاب الدعوة لمن يتوب ويرجع إلى الله، ولك مظلومون فى السجن فيجب عليك أولا أن تطلق سراحهم، فأمر عمرو بإطلاقهم وتاب توبة نصوحا، فقال سهل: يا رب بقدر ما أطلعتنى على معصيته أظهر له عز الطاعة، ومثلما كنت تلبس باطنه ثوب التوبة، ألبس ظاهره لباس العافية، ولما تمت المناجاة، برأ عمرو فى الحال وعرض عليه مالا كثيرا، فلم يأخذها وخرج، فقال الخادم: لو كانوا يقبلون شيئا وكنت وضعته فى شى ء، فقال الشيخ: ينبغى أن تنظر إلى الذهب، فنظر الخادم فشاهد الصحراء كلها ذهبا، قال: من حاله مع الله هكذا يأخذ شيئا من المخلوق؟!

حكاية:

لما مات يعقوب بن الليث الصفار حمل أخوه عمرو خزانته، وجمع الجيش وطلب اللجؤ إلى الخليفة، فأقامه الخليفة وأعطاه إمارة خراسان وبغداد، فعين عبد الله بن طاهر نائبا عنه، ومضى عمرو بن الليث بالجيش من خراسان إلى الرى فى سنة مائتين وثمان وسبعين، فغضب الخليفة من هذا وعزله من هذه النيابة، واستولى على الرى وجرجان وكرمان، فحرك المعتمد الجيش بنفسه ومضى لمحاربته، وتوفى هناك فى ليلة الثلاثاء الثامن عشر من رجب سنة مائتين وتسع وسبعين، وكان فى الثامنة والأربعين من عمره، وكانت مدة خلافته ثلاثة وعشرين عاما وأحد عشر شهرا.

المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن طلحة:

Page 185