141

وتوفى أبو يزيد طيغور بن عيسى بن سروشان بن مؤيد البسطامى فى سنة مائتين وأربع، وكان يبلغ من العمر مائة عام، كان آدم، طيغور، وعلى ثلاثة إخوة، وكان جدهم مجوسيا، وذكر محمد بن على الصعلوكى فى كتاب النور، أن أبا اليزيد أربعة أولهم: سلطان العارفين أبو يزيد طيغور بن عيسى بن سروشان، وثانيهم: أبو اليزيد القاضى طيغور بن ابن موسى يعقوب بن آدم بن عيسى بن سروشان، وثالثهم: أبو يزيد طيغور بن على بن آدم بن عيسى بن سروشان، والرابع من قبيلة أخرى: وهو أبو يزيد طيغور بن حسن بن عامر البسطامى (رحمهم الله)، وقال: إن ولادة أبى اليزيد كانت فى سنة إحدى وثلاثين ومائتين فى بسطام، وعاش ثلاثة وسبعين عاما، وتوفى فى سنة أربع ومائتين، وجده سروشان والى قومس، وهى دمغان، ويقولون: إنه صاحب مروءة وسخاء، وآمن على يد إبراهيم بن عرفة، الذى كان من صوفية العرب، وقدم بسطام فى بداية الإسلام، وكان ابنه عيسى مصاحبا للصالحين على الدوام، وتزوج خالة ذى النون المصرى، واسمها عز العزيز، وولد منها آدم، وطيغور، وعلى، وتوفى أبوهم بعد أربعة أعوام.

وخدم أبو يزيد مائة وثلاثة عشر شيخا كان آخرهم جعفر الصادق وكان سقاءه، قال له الصادق ذات يوم: خذ هذا الكتاب من الطاق، فقال أبو اليزيد: أى طاق؟، فقال الصادق: لم تر طاقا فى المنزل منذ مدة!، قال: وما شأنى به ولم أشاهده، فقال الصادق: مادام الأمر كذلك امض إلى بسطام، وبذلك يكون قد تم أمرك. قال يا يزيد: جاهدت ثلاثين عاما فى سبيل الله، ولم أجد شيئا أصعب من العلم ومتابعته، وإلا كان اختلاف العلماء سببا لسوء حظى، واختلاف العلماء رحمة إلا فى وجدانية الله، وقال: كنت فى هذا الحزن، وطلبت من الله؛ ليدفع عن قلبى الرغبة فى النساء والطعام، وقلت لنفسى: كيف يليق بى أن أسأل مثل هذا السؤال؟، ولم يسأله رسول الله (عليه السلام)، فصمت فرفع الله تعالى عن قلبى بركة هذه الرغبة، فإذا لم أتناول الطعام لمدة عام فلا يختلف الأمر بالنسبة لى، والمرأة التى تقدم على تصبح هى والجدار سواء.

Page 166