Taʾrih al-Banakti
تأريخ البنكتي
Genres
من الطارق؟، قالوا: أمير المؤمنين، قال: أى شأن له عندى، وأى عمل لى معه؟، فقال الفضل: إن طاعة أولى الأمر واجبة، قال: لا تضايقنى، فقال الفضل: أندخل تحت أمرك أم تحت الحكم (الدين)؟، فقال الفضيل: لا أمر إذا ما عملتم بالحكم فأنتم تعلمون، فدخلوا، فأطفأ الفضيل المصباح حتى لا يرى وجههما، فرفع هارون يده فوقعت فجأة على يد الفضيل، فقال الفضيل: ما أشد نعومة هذه اليد إذا ما نجت من نار جهنم!، قال هذا ووقف يصلى، فانخرط هارون فى البكاء، وقال: قل شيئا، ولما انتهى الفضيل من الصلاة قال: كان جدك عم المصطفى (عليه السلام)، فطلب منه أن يجعله أميرا على قوم، قال المصطفى (عليه السلام): عليك بنفسك؛ أى إن النفس فى طاعة الله أفضل من يطيعك الناس ألف عام، إن الإمارة يوم القيامة الندامة، قال هارون: زدنى، قال: لما جعلوا عمر بن عبد العزيز خليفة، نادى سالم بن عبد الله، ورجاء بن حيوة، ومحمدا بن كعب، وقال: لقد ابتليت بهذا العمل، فما تدبير أمرى؟، فقال واحد: إذا أردت أن تنجو من نار جهنم غدا فاعتبر شيوخ المسلمين كأبيك، وشبابهم كإخوتك، والأطفال مثل أبنائك، وعايشهم مثل معايشتهم لآبائهم وأخواتهم وأبنائهم، فقال هارون: زدنى، فقال الفضيل: إن ديار الإسلام مثل دارك، وأهل البيت عيالك؛ فزر الأب وكن كريما مع الإخوة وأحسن معاملة الأبناء، ثم قال: أخشى على وجهك الكريم أن يحترق بنار جهنم.
شعر
كم من وجه صبيح فى النار فضيح
وكم من أمير هناك أسير
Page 156