Taʾrih al-Banakti
تأريخ البنكتي
Genres
أمه هاشم خلدة بنت ربيعة وكاتبه زياد بن مسلم، وحاجبه غياث ونقش خاتمه (إنما الدنيا غرور)، وهو رجل عابد زاهد راسخ الاعتقاد يخاف الله، ولما أصبح خليفة ومضى على خلافته أربعون يوما، خطب فى يوم الجمعة وقال أثناء الخطبة: أيها القوم، إذا كان فى خلافتنا خير فقد صنعه آل أبى سفيان، ولو كان فيها شر، فأنا أكره هذا ولا أصر على الذنب، وقد عزلت نفسى وخرجت من هذا العمل، ولو كنت على حق فى هذا- وأعرف أنى لم أكن فقد سئمت هذا العمل، وعليكم أن تختاروا من ترونه جديرا بهذا، قال هذا ونزل من على المنبر، ومضى إلى بيته واشتغل بالعبادة، ويقولون: إنه لم يعش بعد هذا الحادث أكثر من أربعين يوما، وفى الساعة التى خلع فيها نفسه، وقف مروان بن الحكم فى وسط الجامع، وسل سيفه، وأنشد هذا البيت:
إنى أرى فتنة يغلى مراجلها
والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا
ومات أبو ليلى وهو فى الثالثة والعشرين، ودفنوه فى دمشق وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبى سفيان، ورشقوه بسهم وهو فى التكبيرة الثانية وقتلوه.
مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية الأكبر:
كانت أمه أيمنة بنت علقمة بن صفوان وكان حاجبه غلامه مزاحم، ونقش خاتمه (يؤمن بالله)، وبايعوه فى جمادى الأولى سنة أربع وستين وعاش ثلاثة وستين عاما، وحفظ الشام من عبد الله بن الزبير، وقتل أبا سعيد الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، وكان قد تزوج زوجة يزيد، ودست له زوجته السم، وقتلته فى صفر سنة خمس وستين، وكان له أربعة أبناء: عبد الله ومحمد وبشر وعبد العزيز، وكانت مدة إمارته تسعة أشهر.
وتوفى أبو عبد الرحمن بن عمرو بن العاص بن وابل بن هشام بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشى التهمى فى مصر، وكان فى الثانية والسبعين من عمره، وتوفى أبو المنذر سليمان بن صرد الخزاعى فى نفس السنة، وروى خمسة وعشرين حديثا عن النبى (عليه السلام)، وتوفى أبو عمرو زيد بن الأرقم الأنصارى فى سنة خمس وستين، ويقال: ثمان وستين وروى سبعين حديثا عن النبى (عليه السلام).
وتوفى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب فى سنة ثمان وستين فى الطائف وكان فى السبعين من عمره، وروى ألفا وستمائة وستين حديثا عن رسول الله (عليه السلام).
Page 133