90

Rawdat Muhibbin

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Investigator

محمد عزير شمس

Publisher

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Edition Number

الرابعة

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

الرياض وبيروت

Genres

Sufism
فصل
وأمَّا الْحُرَق: فهي أيضًا من عوارض الحُبِّ وآثاره، والحُرقة تكون من الحُبِّ تارةً، ومنه قولهم: ما لك حُرْقةٌ على هذا الأمر، وتكون من الغيظ. ومنه في الحديث: «تَرَكْتُهُمْ يَتَحَرَّقُون عَلَيْكُمْ» (^١).
فصل
وأما السُّهْدُ: فهو أيضًا من آثار المحبَّة ولوازمها، فالسُّهادُ: الأرَقُ. وقد سَهِدَ الرجل - بالكسر - يَسْهَد سَهَدًا، والسُّهُدُ - بضم السين والهاء ـ: القليل النوم. قال أبو كبير الهُذَلي (^٢):
فأَتتْ به حُوشَ الْجَنَانِ مُبَطَّنًا ... سُهُدًا إذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَل
وَسَهَّدْتُه أنا، فهو مُسَهَّد.
فصل
وأمَّا الأرَقُ: فهو أيضًا من آثار المحبَّة ولوازمها، فإنَّه السَّهَرُ. وقد أرِقتُ ــ بالكسر ــ أي: سَهِرْتُ، وكذلك ائْتَرَقْتُ على افتعلتُ، فأنا أرِقٌ وأرَّقَنِي كذا تَأْريقًا، أي: أسْهرني.

(^١) ذكره ابن هشام في «السيرة النبوية» (٣/ ١٠٢).
(^٢) البيت له في «الحماسة» (١/ ٧٤)، و«الشعر والشعراء» (٢/ ٦٧٥)، و«شرح أشعار الهذليين» (٣/ ١٠٧٣)، و«اللسان» (سهد، حوش، هجل)، و«خزانة الأدب» (٣/ ٤٦٦)، و«المعاني الكبير» (١/ ٥١٩)، و«جمهرة اللغة» (ص ٣٦٠).

1 / 63