ومن ذلك أنه لما توجه إلى الشام بلغه عن جماعة من الناصرية ما أوجب انتقامه منهم، فأمسكهم، وسير من اعتقلهم بقلعة الجبل، وأمر أن لا يتعرض أحد إلى شيء من أموالهم، ولا دوابهم، ولا غلمانهم، وحفظ الجميع لهم إلى أن خلصوا ؛ وكتب إلى النواب بالإنفاق عليهم، وعلى نوابهم، ودوابهم، مدة اعتقالهم ؛ فأقاموا كذلك حتى عاد السلطان من الشام في سنة ستين، فأفرج عنهم، واقطعهم وأحسن اليهم.
کرمه وعطاؤه :
قد علم كل أحد ما حصل له في الأيام المعزية والناصرية، والكرك وبصر ،. وما كان له من الإقطاعات، وما حمل اليه من الأموال الجزيلة والنعم الوافرة، وأنه لم ينتبه من جميع ذلك إلا قباء وسيف وفرس. ولمه ملك أفاض الخلع، ووالى الانعام، ووهب الحصون، مثل تل باشرا والصبية وغيرهما، بما تشتمل عليه من ذخائر وحواصل.
ويكفي ما فعله مع مولانا الخليفة، وانفقه عليه، وعلى عسكره، وجهز به الملوك المواصلة، الواصلين إليه، وهو ما خبرني به مولانا السلطان، قال : « الذي أنفقته عليهم ألف ألف وستين ألف دينار ذهبا، كل هذا رعاية لحق الله ورغبة في تعظیم شعائره ».
Page 76