ومن أكبر الأدلة على مروءة هذا السلطان أنه أقام في الغربة مدة سبع سنين، وكابد القلة، وهو لا يفارق خوشداشيته. وكان كلما رآهم تضيق صدورهم يضيق صدره، وينتقل بهم من جهة إلى جهة ، والملوك تتلقاه ويكاتبونه من الشام ومصر. وأكبر قصده [ هب ] سلامتهم، لأنه كان يعرف ما لا يعرفون. ولما أعطاه الله الملك لم يشغله شيء عن الإحسان إلى كبير هم وصغيرهم، وقدمهم بعد أن اعتقد كل منهم أنهم لا تقوم لهم قائمة أبدا، وجمع شملهم بعد أن كانوا تهججوا في البلاد، واستخفوا
من الله بإقبال دولة السلطان جمع منهم الشريد، وقرب البعيد، وقدم المتأخر، وولي المعزول، ورد عليهم ما كان غصب من أملاكهم وأموالهم ونعمهم، وأمر من يستحق الأمرة، وقدم عليهم من يصلح للتقدمة، وجعل لهم ديوانة مفردة. وصاروا من المختصين به، والحافظين لقلعته في غيبته وحضوره. وما اقتنع بذلك، حتى تفقد أولاد من مات في هذه المدة من خوشداشيته ومماليكهم وغلمانهم وأتباعهم، وقرر لهم المقررات.
ذکر فصول يجب تقديمها هنا
وهو ما خص الله هذا السلطان به من حسن السجايا والأخلاق والمزايا ؛
شجاعته :
قد اتفق الناس أنه ما ركب فارس
Page 74