وتقدم الأمير عز الدين أيدمر الحالي إلى القلعة، فتحدث مع النواب بها، واستمال قلوبهم، وهم يعلمون دينه وأمانته، وأنه لا يقول إلا الحق، وأخبر هم بوفاة الملك المظفر، وأن الناس اجتمعوا، وحلفوا للسلطان الملك الظاهر ركن الدين ؛ فرجعوا إلى قوله، وركنوا إلى وفاء وعده، فتسلم منهم القلعة والخزائن، وحلف الناس الذين بالقلعة للسلطان، وسيتر نسخة الايمان، وطاب قلبه، وساق، ودخل القلعة ليلة الاثنين تاسع عشر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وستمئة.
وأصبح جالسا بالقلعة في دست المملكة، وعظمة السلطنة. وطابت قلوب الرعايا بكون الله فوض أمورهم إلى من يقوم بحقوق الجهاد، ويأمر فيهم بالعدل والإحسان ؛ وكان كما قال الشاعر :
وأتته السعادة منقادة
اليه؟ تجرر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له،
ولم يك يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره،
لزلزلت الأرض زلزالها
ذكر ما اعتمده السلطان عند ملکه الديار المصرية
Page 70