والقفار، وضجر منه سواد الليل وبياض النهار، ولم يقدر على فرصة ينتهز ها. ولا غنيمة يحرزها ؛ فتنوع في استمالة الملك الظاهر واستعطافه، ووعده بالإحسان، وضاعف له الاقطاعات ؛ وفهم السلطان تغير الملك المغيث، وأنه ربما ما عليه وعلى البحرية في الباطن، وأنه يتقرب إلى الملك الناصر بإمساكهم ؛ وكذلك فعل بعد انفصال السلطان على ما سيذكر ؛ وبلغ السلطان ما العدو والتتار عليه من قصد بلاد الإسلام فحضر الملك الناصر، فبالغ في السرور به، والانتصار بحزبه، وصالح صاحب الكرك على من عنده من البحرية، فسلمهم ورجع الملك الناصر إلى دمشق، والسلطان صحبته، ومن قبض عليه صاحب الكرك من البحرية تحت الحوطة. وهذا دليل على أن السلطان هو مادة سعادة البحرية، ومن خالفه ندم، ومن بعد عنه حرم.
Page 61