Rawd Zahir
Kitab al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir
Genres
وسرور ، وزينت الأسواق والدور ، وشكروا الله على هذه النعمة والأيانى التى عمت كل حاضر وبادى ، وارتفعت الأصوات بالدعاء في كل نادى وسكبوا في ذلك اليوم عبرات الفرح ، لما أذهب الله عنهم الهم والترح ، ودعوا الله تعالى بطول البقاء لهذا الملك وطول مدته ، وإهلاك أعدائه وحساده بسطوته ، إنه على ذلك قدير وبالاجابة جدير تاويل حادنة تلطن ططر فلى دمشق وفى إنعقاد السلطنة له فى دمشق اخروسبة بشارة عظيمة ، وهى أنها كانت محل انعقاد اختلافة العامة فأن اختلافة العامة بعد أبى بكر وعمر وعتمان وعلى رضى الله عنهم لم تنعقد إلا فى الشام ، وهى انعقادها لمعاوية بن ابى سفيان ، وحكم معاوية في دار الخلافة فى دمشق اربعين سنة ، منها وهو أمير فى عشرين سنة ، ومنها وهو خليفة فى عشرين سنة ، وكذلك سلطنة مولانا السلطان خلد الله ملكه في دمشق أول سلطنة الأتراك ، فنرجو من الله تعالى أن تكون توليته مثل تولية معاوية فى طول المدة وشمول الولاية سائر البلاد ، وقد ثبت فى التواربخ أن ولاية بنى أمية عمت سائر أقاليم المسلمين ويلادها بقلاف بنى العباس ، فإن ولايتهم ما شملت بلاد الغرب ، ولذلك خرجت عن ولايتهم الديار المصرية والشامية واخجازية وغير ذلك في أيام العبيديين وفي سلطنتة فى الشام سر عظيم لا يدركه الا أهل الذوق ، ولم يتول أحد من سلاطين الترك الذين ملكوا الديار المصرية بعد بنى أيوب وهو فى الشام غير مولانا السلطان خلد الله ملكه ، وذلك لما أراد الله له من اخنير الواسع واليمن والبركة وطول المدة إن شباء الله تعالى
Page 136