إلى أن وصل يوم السبت الثاني من شهر رمضان المعظم سنة اثنتين وسبع مائة، وهو أول أيام السعود، واليوم الذي جمع فيه الناس وذلك في الدنيا يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود، إلى مرج الظفر الذي هو موطن الظفر، ومكان النصر الذي تحدث عنه السمار بأطيب سمر. ومولانا السلطان - خلد ملكه - بين عساكره كالبدر بين النجوم، والملائكة الكرام تحمي الجيوش المؤيدة بإذن الله وطيور النصر عليها تحوم. وهو - خلد الله سلطانه - قد بايع الله على نصرة هذه الملة التي لا يحيد عن نصرها ولا يريم، وعاهده على بذل الهمم التي انتظمت في سبيل الله كالعقد النظيم. وخضع لله في طلب النصر وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيوم، وقال: رب قد بذلت نفسي في سبيلك فتقبلها بقبول حسن، ونويت المصابرة في نصرة دينك وأرجو أن أشفع النية بعمل يغدو لسان السنان في وصفه ذا لسن، وتلا - تقبل الله منه -: ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، واهزم عدونا فقد بايعناك على المصابرة، والله مع الضبرين. [وابتهل إلى الله في طلب التأييد، وتضرع إليه في ذلك الموقف الذي ما رآه إلا من هو في الآخرة شهيد، وفي الدنيا سعيد.]
Page 44