121

Rawd Unuf

الروض الأنف في شرح السيرة النبوية

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ

Publisher Location

بيروت

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ أَنّ سَيْفَ النّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ إنّمَا أُتِيَ بِهِ عُمَرَ حِينَ اُفْتُتِحَتْ الْمَدَائِنُ-، وَكَانَتْ بِهَا خَرَائِبُ كِسْرَى وَذَخَائِرُهُ، فَلَمّا غُلِبَ عَلَيْهَا فَرّ إلَى إصْطَخْرَ «١»، فَأَخَذَتْ أَمْوَالَهُ وَنَفَائِسَ عُدَدِهِ، وَأَخَذَ لَهُ خَمْسَةَ أَسْيَافٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا. أَحَدُهَا: سَيْفُ كِسْرَى أبرويز، وَسَيْفُ كِسْرَى أَنُوشِرْوَانَ وَسَيْفُ النّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ الّذِي كَانَ اسْتَلَبَهُ مِنْهُ، حِينَ قَتَلَهُ غَضَبًا عَلَيْهِ، وَأَلْقَاهُ إلَى الْفِيَلَةِ فَخَبَطَتْهُ بِأَيْدِيهَا، حَتّى مَاتَ. وَقَالَ الطّبَرِيّ: إنّمَا مَاتَ فِي سِجْنِهِ فِي الطّاعُونِ الّذِي كَانَ فِي الْفُرْسِ، وَسَيْفُ خَاقَانَ مَلِكِ التّرْكِ، وَسَيْفِ هِرَقْلَ، وَكَانَ تَصَيّرَ إلَى كِسْرَى أَيّامَ غَلَبَتِهِ عَلَى الرّومِ فِي الْمُدّةِ الّتِي ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) الْآيَةَ. فَهَذَا كَانَ سَبَبُ تَصَيّرِ سَيْفِ النّعْمَانِ إلَى كِسْرَى أبرويز، ثُمّ إلَى كِسْرَى يَزْدَجْرِدْ، ثُمّ إلَى عُمَرَ- ﵁ وَكَانَ الّذِي قَتَلَ النّعْمَانَ مِنْهُمْ أبرويز بْنُ هُرْمُزَ بْنِ أَنُوشِرْوَانَ «٢» وَكَانَ لأبرويز فِيمَا ذُكِرَ أَلْفُ

- أما النعمان بن المنذر، فهو أحد ملوك الحيرة الواقعة على نحو عشرة أميال جنوبى بابل، وقد استولى المنذر على الحيرة سنة ٥٧٥ م، ودمرها، وكان هؤلاء وثنيين على حين كان أتباعهم يعتنقون المذهب النسطورى المسيحى،. ثم اعتنق النعمان الثالث النصرانية، وقد ضاق به الفرس ذرعا فاستدرجه كسرى الثانى إلى عاصمته المدائن وخلعه عن العرش. ص ٢٤ ح ١ تاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان. (١) اصطخر بلد بفارس. (٢) خاقان: علم واسم لكل ملك خقّنه الترك بفتح وقاف مفتوحة مشددة الترك على أنفسهم. أى: ملّكوه. ورأسوه، وهرقل بكسر ففتح فسكون اسم لملك الروم. وكسرى، بفتح الكاف وكسرها: ملك-

1 / 127