255

Al-Rawḍ al-bāsim fī al-dhabb ʿan Sunna Abīʾl-Qāsim – ṣallā allāh ʿalayhi wa-sallam –

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -

Publisher

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

لأنّهم يقدحون به متى كثر، وإن لم يكن أكثر من الصّواب، ولهذا تجد كثيرًا من أئمة الجرح والتّعديل يتردّدون في الرّاوي فيوثّقونه مرّة ويضعّفونه أخرى، وذلك لأنّ دخول وهمه حيّز الكثرة مما لا يوزن بميزان معلوم، وإنّما يُظنّ (١) ويرجح فيه التّحرّي والاجتهاد، فصار النّظر فيه كنظر الفقهاء في الحوادث الظّنيّة، فلذا يكون لابن معين في الرّاوي قولان: التّوثيق والتّضعيف ونحو ذلك.
ومنهم من يغلو و(٢) يقدح بالوهم وإن لم يكثر، وإنّما يقدح بهذا من قلّ فقهه وبصره بمعنى العدالة، والاحتراز عن الوهم غير ممكن، والعصمة مرتفعة عن العدول، بل العصمة لا تمنع من الوهم إلا في التّبليغ، فقد وهم رسول الله ﷺ أنّه صلّى بعض الفرائض على الكمال، فقال له ذو اليدين: «أقصرت الصّلاة أم سهوت (٣) يا رسول الله؟ فقال: كلّ ذلك لم يكن» (٤) الحديث، وهذا وهم، وبناء على ما اعتقده ﷺ، والحديث في «الصّحيح»، وقال ﷺ: «رحم الله فلانًا لقد أذكرني آية كنت أُنسيتها» رواه [مسلم] (٥)، وفي «الصّحيح» (٦) عن عائشة -رضي

(١) في (س): «ينظر».
(٢) في (س): «أو»!.
(٣) في (س): «نسيت».
(٤) تقدّم تخريجه (ص/١٠٣).
(٥) بياض في (أ) و(ي)، والمثبت من (س)، والحديث في مسلم برقم ... (٧٨٨) من حديث عائشة ﵂.
(٦) البخاري (الفتح): (٣/ ١٨١)، ومسلم برقم (٩٣٢) من حديث ابن عمر ﵁.

1 / 162