154

Rawḍ al-akhyār al-muntakhab min Rabīʿ al-abrār

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

Publisher

دار القلم العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

حلب

الروضة الثالثة عشرة في البلاد والديار والأبنية وما يتعلّق بها
ابن مسعود ﵁: ما من بلد يؤخذ فيه بالهمّة قبل العمل إلا مكّة.
وتلا قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ
«١» . ومن خصائص الحرم أنّ الذئب يتبع الظبي، فإذا دخله كفّ عنه، وأنه لا يسقط على الكعبة حمام إلا وهو عليل، وأنه إذا حاذى الكعبة فرقة من طير تفرّقت فرقتين ولم يعلها طائر قطّ. وإذا أصاب المطر الباب الذي جهة العراق كان الخصب بالعراق تلك السنة. وكذلك في كل شقّ، وإذا عمّ عمّ كلّ البلاد، وأنّ حصا الجمار لا يزيد على مقداره. ومن سنّة أهل الحرم أنّ كل من علا الكعبة من عبيدهم فهو حرّ. وبمكّة صلحاء لم يدخلوا الكعبة قطّ تعظيما لها.
روي أنّ عيسى ﵇ تكون هجرته، إذا نزل من السماء، إلى المدينة فيستوطنها حتى يأتي أمر الله تعالى إليه. أبو هريرة ﵁ عن النبي ﷺ:
«إذا أهبط الله عيسى ﵇ من السماء فإنه يعيش في هذه الأمّة ما شاء الله، ثم يموت بمدينتي هذه ويدفن إلى جانب عمر ﵁» . عائشة ﵂ عن النبي ﷺ: «فتحت البلاد كلّها بالسيف إلا المدينة فإنها فتحت بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله» . عن النبي ﷺ: «إنّ الإيمان ليأرز «٢» إلى المدينة كما تأرز الحيّة إلى جحرها» .

1 / 158