113

Rawae'a Al-Bayan Tafsir Ayat Al-Ahkam

روائع البيان تفسير آيات الأحكام

Publisher

مكتبة الغزالي - دمشق

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م

Publisher Location

مؤسسة مناهل العرفان - بيروت

Genres

بالأرض فلم تمض. قال ابن الأثير: وقد تكرر الجناح في الحديث فأين ورد فمعناه الإثم والميل. والمعنى: لا إثم عليكم ولا حرج ولا تضييق في السعي بين الصفا والمروة. ﴿يَطَّوَّفَ﴾: أي يتطوّف أدغمت التاء في الطاء، مثل (المزمّل) و(المدّثر) أصله المتزمل والمتدثر، وطاف وأطاف بمعنى واحد. المعنى الإجمالي يقول الله جل ثناؤه ما معناه: إن الصفا والمروة - أيها المؤمنون - من علامات دين الله، التي جعلها الله لعباده معلمًا ومشعرًا، يعبدونه عندها بالدعاء، والذكر، وسائر أنواع القربات. والسعيُ بين هذين الجبلين شعيرة من شعائر الدين، ومنسك من مناسك الحج لا يصح التفريط فيه، لأنه تشريع الحكيم العليم، الذي أمر به خليله إبراهيم ﵇، حين سأل ربه أن يريه مناسك الحج ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التواب الرحيم﴾ [البقرة: ١٢٨] . فمن قصد منكم - أيها المؤمنون - بيت الله العتيق للحج، أو قصده للزيارة، فلا يتحرجنّ من الطواف بينهما، إذ لا إثم عليه ولا حرج لأنه إنما يسعى لله، امتثالًا لأمره، وطلبًا لرضاه، والمشركون يطوفون للأصنام، وأنتم تطوفون لله ربّ العالمين. فلا تتركوا الطواف بينهما خشية التشبه بالمشركين، فهم يطوفون بهما كفرًا، وأنتم تطوفون بهما إيمانًا وتصديقًا لرسولي، وطاعة لأمري، فلا إثم ولا جناح عليكم في الطواف بهما، ومن تطوع بالحج والعمرة

1 / 135