Rasail
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Genres
أما بلال وعامر بن فهيرة فإنما أعتقهما رسول الله
صلى الله عليه وسلم - روى ذلك الواقدي وابن إسحق وغيرهما - وأما باقي مواليهم الأربعة فإن سامحناكم في دعواكم لم يبلغ ثمنهم في تلك الحال لشدة بغض مواليهم لهم إلا مائة درهم أو نحوها، فأي فخر في هذا؟ وأما الآية فإن ابن عباس قال في تفسيرها:
فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى
أي لأن يعود، وقال غيره: نزلت في مصعب بن عمير.
أخبرونا على أي نوائب الإسلام أنفق هذا المال، وفي أي وجه وضعه! فإنه ليس بجائز أن يخفى ذلك ويدرس حتى يفوت حفظه وينسى ذكره، وأنتم فلم تقفوا على شيء أكثر من عتقه - بزعمكم - ست رقاب لعلها لا يبلغ في ثمنها في ذلك العصر مائة درهم. وكيف يدعى له الإنفاق الجليل وقد باع من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بعيرين عند خروجه إلى يثرب وأخذ منه الثمن في مثل تلك الحال؟ وروى ذلك جميع المحدثين. وقد رويتم أيضا أنه كان حيث كان بالمدينة غنيا موسرا، ورويتم عن عائشة أنها قالت: «هاجر أبو بكر وعنده عشرة آلاف درهم.» وقلتم إن الله تعالى أنزل فيه:
ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى ، قلتم: هي في أبي بكر ومسطح بن أثاثة. فأين الفقر الذي زعمتم أنه أنفق حتى تخلل بالعباءة؟ وقد رويتم أن لله تعالى في سمائه ملائكة قد تخللوا بالعباء، وأن النبي
صلى الله عليه وسلم
رآهم ليلة الإسراء فسأل جبريل عنهم فقال: «هؤلاء ملائكة تأسوا بأبي بكر بن أبي قحافة صديقك في الأرض فإنه سينفق عليك ماله حتى يخلل عباءه في عنقه.» وأنتم أيضا رويتم أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال:
Unknown page