Rasail
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Genres
إن الله معنا
أي إن الله عالم بحالنا وما نضمره من اليقين أو الشك، كما يقول الرجل لصاحبه: لا تضمرن سوءا ولا تنوين قبيحا؛ فإن الله تعالى يعلم ما نسره وما نعلنه. وهذا مثل قوله تعالى:
ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا
أي هو عالم بهم. وأما السكينة، فكيف يقول إنها ليست راجعة إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
وبعدها قوله:
وأيده بجنود لم تروها ؟ أترى المؤيد بالجنود كان أبا بكر أم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ وقوله: إنه مستغن عنها، ليس بصحيح. ولا يستغنى أحد عن ألطاف الله وتوفيقه وتأييده وتثبيت قلبه. وقد قال الله تعالى في قصة حنين:
وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله . وأما الصحبة فلا تدل إلا على المرافقة والاصطحاب لا غير، وقد تكون حيث لا إيمان كما قال الله تعالى:
قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك ، ونحن وإن كنا نعتقد إخلاص أبي بكر وإيمانه الصحيح السليم وفضيلته التامة إلا أنا لا نحتج له بمثل ما احتج به الجاحظ من الحجج الواهية، ولا نتعلق بما يجر علينا دواهي الشيعة ومطاعنها!
Unknown page