94

Rasail Shakhsiyya

الرسائل الشخصية

Investigator

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، محمد بن صالح العيلقي

Publisher

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

Edition Number

بدون

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

ذلك، وما نفاه الله عن نفسه ونفاه عنه رسوله نفوه، مثل المثل والندّ والسميّ وغير ذلك. وأما ما لا يوجد عن الله ورسوله إثباته ونفيه، مثل الجوهر والجسم والعرض والجهة وغير ذلك، لا يثبتونه ولا ينفونه. فمن نفاه مثل صاحب الخطبة التي أنكرها ابن عيدان وصاحبه، فهو عند أحمد والسلف مبتدع، ومن أثبته مثل هشام بن الحكم وغيرهم فهو عندهم مبتدع. والواجب عندهم: السكوت عن هذا النوع، اقتداء بالنبي ﷺ وأصحابه. هذا معنى كلام الإمام أحمد الذي في رسالة المويس أنه قال: لا أرى الكلام إلا ما ورد عن النبي ﷺ. فمن العجب استدلاله بكلام الإمام أحمد على ضده؛ ومثاله في ذلك كمثل حنفي يقول: الماء الكثير ولو بلغ قلتين ينجس، بمجرد الملاقاة من غير تغير. فإذا سئل عن الدليل، قال: قوله ﷺ: " الماء طهور لا ينجسه شيء " ١، فيستدل بدليل خصمه. فهل يقول هذا مَن يفهم ما يقول؟ وأنا أذكر لك كلام الحنابلة في هذه المسألة: قال الشيخ تقي الدين، بعد كلام له على من قال: إنه ليس بجوهر ٢ ولا عرض، ككلام صاحب الخطبة، قال، ﵀: فهذه الألفاظ لا يطلق إثباتها ولا نفيها، كلفظ الجوهر، والجسم، والتحيز، والجهة، ونحو ذلك من الألفاظ؛ ولهذا لما سئل ابن سريج عن التوحيد، فذكر توحيد المسلمين، قال: وأما توحيد أهل الباطل فهو الخوض في الجواهر والأعراض، وإنما بعث النبي ﷺ بإنكار ذلك. وكلام السلف والأئمة في ذم الكلام وأهله مبسوط في غير هذا الموضع، والمقصود: أن

١ الترمذي: الطهارة (٦٦)، وأبو داود: الطهارة (٦٦) . ٢ في المخطوطة والمصورة: (ليس بجسم ولا جوهر ... إلخ) .

1 / 131