184

Rasail Shakhsiyya

الرسائل الشخصية

Investigator

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، محمد بن صالح العيلقي

Publisher

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

Edition Number

بدون

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

فكيف يجوز من مثلك أن يقبل مثل ١ هؤلاء؟ وأعظم من ذلك: أن تعتقد أنهم من أهل العلم، وتزورهم في بيوتهم وتعظمهم؛ وأنا لا أقول هذا في واحد بعينه، ولكن نصيحة وتعريف بما في كتاب الله من سياسة الدين والدنيا ٢، لأن أكثر الناس قد نبذه وراء ظهره. وأما ما ذكر لكم عني، فإني لم آته بجهالة، بل أقول، ولله الحمد والمنة، وبه القوة: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، دينًا قيمًا ملة إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين. ولست، ولله الحمد، أدعو إلى مذهب صوفي، أو فقيه، أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذين أُعظِّمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله ﷺ التي أوصى بها أول أمته وآخرهم. وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني؛ بل أُشهد الله وملائكته وجميع خلقه، إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنّها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها، من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله ﷺ، فإنه لا يقول إلا الحق. وصفة الأمر: غير خاف عليكم ما درج عليه رسول الله ﷺ وأصحابه، والتابعون وأتباعهم، والأئمة كالشافعي وأحمد وأمثالهما ممن أجمع أهل الحق على هدايتهم، وكذلك ما درج عليه من سبقت له من الله الحسنى من أتباعهم. وغير خاف عليكم ما أحدث الناس في دينهم من الحوادث، وما خالفوا فيه طريق سلفهم. ووجدت المتأخرين أكثرهم قد غير وبدل، وسادتهم وأئمتهم وأعلمهم وأعبدهم وأزهدهم، مثل ابن القيم والحافظ الذهبي والحافظ العماد ابن كثير

١ في المخطوطة: (من مثل) . ٢ في المخطوطة بدون (والدنيا) .

1 / 252