156

Rasail Hikma BK1

Genres

============================================================

وصبنهم كما أوصينكم بأنهم لا بلعنوا أحدا ممن نقدم ذكره. ولا يستحسنوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. فلما آسرفوا انتقع مولانا جل ذكره منهم، ونقلهم من الفميص الذي عبدوه فيه. وله الالادة والمثية فيهم فإن عذبهم فبسوء أعمالهم، وإن رحمهم فتفضل منه ورأفة لا باستحقاق سنقوه.

وكنت قد كتبت رسالة إلى نشتكين الدرزي وعرفته بأن لكل ظاهر باطنا روح وجسم لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه. والذي تطلبه أنت من الكشيف ليس لك عليه قدرة ولا بفعله طاقة. لأن له روحا وجسما وما بيدك منهما شيء. لأن الروح هو العلم الحقيفي، وأنت صفر منها ما تعرف ما طحاها. وقد أظهرت أنا من العلم الحقيقي المكنون ما تعجز أنت عنه وجميع العالمين. وذلك بتأييد مولانا جل ذكره لا بحولي وقوتي. فله الحمد والشكر وحده. وجسمه هو السيف الذي أوعدني به مولانا جل ذكره وهو لا يخلف الميعاد.

فان كنت ندعي الإيمان فأقر لي بالإمامة كما أقررت في الأول حتى تخاطب أصحاب الزبور من زبورهم، وأصحاب التوراة من تورانهم، وأصحاب القرآن من التنزيل، وأصحاب الباطن من نفس التأويل، وأصحاب المنطق من الآفاق والأفلاك والدلائل العفلية ومن أنفسهم حتى بين لكل واحد مذهم عوار ما في بده من دينه. وتصح عبادة مولانا جل ذكره ونوحيده، والبراءة من إيليس وحزبه من غير أن نلعن أحدا ممن نقدم ذكره، لأن اللعنة لا نزيد في الدين ولا تنقص منه. وخاطب الناس بالذي هو أحسن، فان مولانا جل ذكره يحب المحسنين. فإذا فعلت هذا مالت قلقوب العالم إلينا، وارتفعت ألسنتهم عنا، إلى أن يشاء مولانا جل ذكره بهلاكهم ويدفع إلي سيف و فعند ذلك يجتمع الروح والجسم والزمان والمكان والامكان والسيف والعلم والسلطان. ولم يبق منافق إلا وتهلك شأفته، ولا مشرك إلا وتدنى

Page 182