136

Rasail Hikma

Genres

============================================================

فيهم، فأقوام جحدوهم، واقوام تغالوا في مراتبهم، فجميعهم مرضى القلوب، والحدود آيضا محيرون في إمام الزمان، فبعضهم يشكون فيه وينقصون من منزلته، وبعضهم يتغالون فيه ويجعلوه المعبود الكلية، فصار و علتهم حيث تحيروا فيه، واعتلت آديانهم بسببه؟ ومن اعطاه حقه واقر له بالإمامة، وجعله عبد مولانا جل ذكره، وان ليس له حول ولا وة إلا بمولانا جل ذكره، زالت عنه الأمراض الدينية الحقيقية التي منها كون الموتة الأبدية، ومولانا سبحانه معل هذه العلة، أي مبدعها ومبدئها القادر عليهم وعليها.

و في السطر الرابع: صفات العلة بسم الله الرحمن الرحيم، وهم صفات هذه العلة المذكورة الذي هو الإمام، وهي في آخر الكتبة، لأن سم الله سبعة أحرف، دليل على سبعة دعاة أصحاب الأقاليم السبعة، و الرحمن الرحيم إثنا عشر حرفا، دليل على إثنا عشر داعيا أصحاب اثنتا عشرة جزيرة، وأيضا دليل على سبعة أفلاك وإثنا عشر برجا، وهم كلهم موجودون في عصر مولانا جل ذكره، مستخدمون تحت آمر هذا اام ومن قبله، فصاروا صفاته، حيث يقال : هذا داعي فلان، آو من اصحاب فلان، فصاروا صفاته بهذا السبب، وهم حروف بسم الله الرحمن الرحيم؛ فبهذا الوجه قلت في رابع السطور صفات العلة أي حدود الإمام بسم الله الرحمن الرحيم، أي هؤلاء الدعاة إلى توحيد مولانا جلت قدرته، معل الكل ومبدعهم ومبدئهم بلا شبه ولا شكل ولا ظير يفعل ما يشاء، كيف يشاء، متى يشاء، بلا اعتراض عليه، وهو العلي الأعلى بلا بداية ولا نهاية، سبحانه وتعالى عما يصفون.

الباب الثالث أما قولك: وما سطرته في رقعتك بان العلة إشارة إلى السابق في كل عصر وزمان، وهو موجود في العالم، وهو علة لا تدركها

Page 596